السبت، 15 نوفمبر 2008

صفحاتٌ من دفترها


صفحاتٌ من دفترها

(1)
رؤية
قالت
- ويكفى أن أحَدِّثَ خاطري
لتقول لي : -
"
كُمِّلتَ لي وحدي
فسامحتُ الذين بكوْا غيابكَ
حين فرَتْ أرْضـُنَا
من خطوةٍ كانتْ تـُعَطـِّرُها
وتمطرها مروجًا
ثم تشكرها
...
وسامحتُ الذين رأوْكَ
بدرًا باهتا
بين الكواكب
أو هلالا
أو محاقًا
قلتُ أهديهم عيوني
كي يروكَ - كما أراكَ -
فكذَّبوني
يا حبيبي قل لهم :
الشمسُ تشرق لا تزالُ
أنا هنا
واضرب لهم مثلا :
...
...
سوانا ليس يشبهُنا
ولسنا نستدلُّ على حقيقة حُبنا
إلا بنا "
قالت
فرفرف في دمي
- من قولها -
طيرٌ غريقْ
وأنا أترجمُ صرختي صمتا ...
يميطُ لها الطريقْ
وأغطُّ في شوقٍ حريق
(2)
أمومة

قالت
- ويكفي أن تدقَّ مسامعي
لأحوِّلَ الآفاق آذانا : -
"
لديكَ صغيرُنَا الوثابُ
فَأ ْنَس باحتضانِ صباهُ
علِّمْهُ السباحة في ثقوب الوقتِ
عَلِّمْ سهمه ...
أن يرميَ الأحزانَ في أحداقها
أن يركب الخوفَ المناورَ
...
كُنْ أبًا
يدني إليهِ ضناهُ
في رفقٍ
ويضني من تَعَمَّدَهُ
بلحظٍ صيِّبِ
...
فأنا هنا
أرعى طفولتهُ
وأحمي الكون
من غضباتِ وحشتِهِ
وأشكرُ من تَغَمَّدَهُ
بهجرٍ طيِّبِ
"
قالت
فأذهلتِ الوجودَ بخرستي
من قولها
وكأنَّ سِحْرَ تَحَرُّري منها
يُعَلِّقُني بها
(3)
غيبوبة

قالت
- ويكفي أن تقولَ
لكي أُكَذِّبَ وحدتي
في غربتي : -
"
اللهُ
من طوفان لهفتِنا التي ...
...
اللهُ
من غيبوبةٍ تمتصنا
فندور في أشجانها الحوراءِ
حيث تُديرُنا
ونطولُ أسبابَ الفَلَكْ
...
اللهُ
من شيطانِ قصتنا المَلَكْ
...
اللهُ
من أَلَمٍ
ومن قلمٍ
نؤرخُ لابتسامتهِ بأدمعنا
فيَجْمَعُنا
ويُسْمِعُنا أنينَ صريفِهِ
متألقًا ...
متألقا
...
اللهُ
من أرقٍ
ومن قلقٍ
ومن حُرَقٍ
تُمَزِّقُنا
مــــعـــــًا
؛ فنحبُّ أن نتمزقا
...
اللهُ
من قولي
ومن صمتٍ
يُسلي غربة الدنيا عن الدنيا
..
أحبُّكَ صامتا
ماذا إذا كلمتني
في غفلة الأفواهْ ؟!!!
"
فصرختُ من غيبوبتي :
الـــــــــلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهْ


الاثنين، 10 نوفمبر 2008

كأن طفلا بكى

إخوتي الأحباب ، أعتذر عن فترة الغياب الطويلة التي قضيتها بعيدا عن عالم النت ، نظرا لظروف التخرج والسفرهذه أولى قصائدي بعد سفري من مصر إلى الكويت
العنوان حتى الآن مؤقت والقصيدة ما زالت قابلة للتعديل

كأن طفلا بكى

(1)
مَـكـَّـنــْـتُ منكِ
اصطخابَ وُسواسِي
وزُرْ قــَـة َ
الخارجينَ مـِِـن باسي
مَـكـَّـنــْـتُ منكِ
الذينَ أسْـكـُـنـُـهـُم
ْوأصْْطـَـفـِـي شـَـكـَّـهُمْ لأحْـدَاسـِـي
:
أنا :
الذي مـَـرَّ
طـَـيـِّـبًا ... تـَعـِسًا
وعَاقــَـرَ اليـُـتــْـمَ
غيرَ عـَبَّاس ِ !
أنا :
انهيارُ اللـُُّحـُون
ِفي دمها الحـِـبـْـريِّ
أكداسًا فوقَ أكداس ِ
أنا :اشتـِـقاقُ الذكرى
لمغتربٍ عن يومِـهِ
خلفَ بارق ٍ ماسي
أنا :
أنا :
دُمـْـيـَـة ُ المـَرَافئ ِ ،
تاريخ ُ الحكاياتِ ،
بـَوْحُهَا القاسي
أنا :
الأخيرُ :
الأخيرُ مـَـشـْـرقــُهُ
والشمسُ أدنى أهلي وجـُـلاسي !
مَـكـَّـنــْـتـُُهُمْ منكِ
كـَمْ أنا تــَعِبٌ
- مِنْ بـَعْدِ إنفـَاقـِـهـِمْ -
بإفلاسي !
(2)
يا كـَائِـنَ الوحْي ،
يا جميلة ُ،
يا نـَوْمِي عن الآهِ
تحتَ أرمـَاسي
بـَيـْـنِي وعينيكِ
باحة ٌ وطنٌ
جـَمَّـرْتُ زيـْـتــُـونـَها
بأنفاسي !
لـِصٌّ مـَـلِـيحٌ
رأى تــَـلــَـبـُّـسَـنـَا فينا ،
وأغـْراهُ عـُرْيـَـنـَـا الكاسِي
أرخـَى لنـَا عـَـفـْـوَنـَـا ؛
ليـَـأسِـرَنـَـا بنا
بوجهٍ سَـمْـح ٍ ومِخـْـلاس ِ !
بـَيـْـنِي وعينيكِ
مـَـاردٌ وَرعٌ
لــَـمـَّـا تــَـمـَـاهَـى
في نـَـوَّةِ الرَّاس ِ :
أعَـزَّ أشـْـوَاقــَـنـَـا
وبلـَّـلـَـهـَـا
فـَـبَـخـَّـرَتــْـنـَـا :
غيومَ إِحـْـسَاس ِ
وحينَ شِخـْـنـَـا في الجـَوِّ
أمْطـَرَنـَـا
سِحـْـرًا يـُـذرَّى في أعْـيـُـن ِ النـَّـاس ِ
كأنَّ طِفـْـلا بـَـكـَـى
كأنَّ قــُـرَىً مـَـادَتْ
حياءً مِنْ فـَـوْرَةِ الكـَـاس ِ !
بـَيـْـنِي وعينيكِ
ظـَـالـِمٌ فـَر ِِحٌ بـِظـُـلـِـمِـهِ ،
يـَـقـْـضـِِـي دونَ تـِـمْسَاس ٍ !
كـُـونـِِـي لــَـهُ :
دلـِّـلـِـي تــَمـَـرُّدَهُ ،
وَوَتــِّـري كِـبـْريـَـاءَهُ الراسـِـي
واحْمِـيكِ مِنْ فـَزْعَـتِـي
ومِنْ هـَرَبــِِـي إليكِ دُونـِـي
يا قــُـدْسَ أقــْـدَاسِـي
(3)
لـَوْ لـِـي أمـَـانٌ مَعـِـي
لـَـظــَـلَّ مـَـعـِـي شـَـدْوي
وَلـَـمْ يـَـنـْـفـَـجـِـر بــِـكـُـرَّاسـِي
لـَـوْ لـِـي
لـَـوَدَّعـْـتــُـنـِـي إلى زَمـَـنـِـي
ومـَـا نـَعَـانـِـي
صـَـفِـيرُ أجْـرَاسـِـي
لسـَـارَ في مَـوْكـِـبــِـي
زبـَـانـِيـَـتـِـي / أنا وَصَمْتـِـي
مِنْ غـَـيـْر ِ نـِـبْـرَاس ِ
وَمـَـا تــَـجَـذَّرْتُ
في زَفـِـيرِكِ ،
في أحْلام ِ صَـحْوِي ،
في سَهْو ِ حـُرَّاسِـي
(4)
كـُونـِـي مَـعـِـي
فابـْـتِسامَـتِـي مـَـرَضٌ
وأنتِِ قــُصْـوَى
- يا حـُـلـَّـة َ الرَّاس ِ
خـُـطـَـاكِ
في صفحةِ الفـُؤَادِ
- دمـًا -
طـَـبـْـشــُـورُ ...
سُـبـُّـورَةِ الدُّجـَى القــَـاسِـي
( بـِـيضـًـا وحُمـْـرًا )
خـُـطـِّي حِكـَايـَـتــَـنـَـا بـِِهِ ،
ولا تــَـعْـبـَـئِـي بأفـْـرَاسِـي
ولا انـْـهـِـزَامِـي
أمـَـامَ أسْـئـِـلـَتـِـي ،
ولا انـْـكـِـساري
أمـَـامَ إِحـْـسـَاسِـي
(5)
أعـْـفـِـيكِ مِنْ قــََـتــْـلِـنـَـا
إِذا تــَـعِـبـَـتْ
في مـُـقــْـلـَـتــَيـْـنـَـا
نـَـافـُـورَة ُ المـَـاس ِ
سَيـَسْـألُ الناسُ
عـَنْ مـَـآثـِـرنـَـا
وَلـَـيْـسَ تــَـعـْـنِـينـَـا
ثـَـوْرَة ُ النـَّـاس ِ
مـَنْ مـِـثــْـلـُـنـَـا
حينَ نـَـطـْرُدُ الصـَّخـَبَ اليـَوْمِـيَّ
عـَنْ ذَوْبـِـنـَـا
بـِـمـِـتــْـرَاس ِ ؟!!!
نـَـحـْـنُ :
الذي كـَـانَ ،
والتي انـْـدَثــَرَتْ.
.إلا هـُـنـَـا
حيـْـثُ يـَـذكـُـرُ النـَّـاسِـي
في بـَـاطِـن ِ الجـُـبِّ ،
خـَـلـْـفَ أغنيةٍ عـَـذْرَاءَ ،
أوْ في تــَـغـْـريـدِ أعـْـراس ِ
نـْـنـْـحـَـازُ للنـُّـور ِ
حـَـيـْـثُ يـَـطـْـلـُـبـُـنـَـا مـَـعـًـا
بـِـوَمـْـض ٍ
حـُـرٍّ وحـَسـَّـاس ِ
فإِنْ طـَـرَقـْـتِ الصـَّـبـَـاحَ
واحـْـتــَرَقــَـتْ أبـْـوابـُهُ
واشـْـتــَـرَيْـتِ حـُـرَّاسِـي
وَضـِـعـْـتِ
في زُمـْـرَتـِـي وحـَـاشِـيـَـتِـي
وخـَـاصـَـمـَـتــْـكِ
طـُيـُـورُ أقــْـبَـاسِـي
لا تــُـسـْـرِفِـي
في التــَّـنـْـقِـيبِ عـَنْ رِئـَةٍ
حتى يُـواتـِـيكِ
عـَـفـْـوُ أنـْـفـَـاسِـي
10/11/2008م
الكويت

الأربعاء، 1 أكتوبر 2008

تـَذكــَّــرني

أعود بذاكرتي إلى عامين مرا
وقصيدة كتبتها يوم وقفة عيد الفطر قبل الماضي
أتمنى أن تكون عودة موفقة للمدونة بعد غيبة طويلة
========================



تذكرني

إلى الرجل الذي رماني في طريق فقيل له : وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى
وردة عيدية من عالم الأجساد بلا أرواح إلى عالم الأرواح بلا أجساد



تـَذكـَّرْني
وأنتَ هناكَ
حين يُظِلـُّكَ العيدُ
وتغمرُ قلبَكَ الحاني
فيوضاتٌ إلهية ْ
وحينَ تـُطِلُّ
يا أبتاهُ
بالأنوار ِحورية ْ
تـُعَطِّرُ دربك القدسيَّ
تـُطفئ شعلة َالحُزْن ِ
تـَذَكـََّرْنِي

تذكر أنَّ ممتهنًا
يعيش هنا
يكابد هَمَّهُ
وحدَهْ
ويوقدُ ثم يُطفئ شمعَهُ
وحدَهْ
وحينَ تزورُهُ عيناكَ
يسكبُ دمعَهُ
وحدَهْ
فتـَسقط دمعة ُالمُزْن ِ
تـَذكـَّرْنِي

تـَذكـَّرْنِي
إذا ازدانَتْ
لأجل ِالعيدِ عندكمو
جنانُ اللهْ
وحينَ تذوبُ أغنيتي
تـَحِنُّ إليكَ
يا أبتاهْ
وقلْ :
" إني جنيتُ عليكَ
لكنْ لم يَكـُنْ بيدِي
ضعيفٌ أنتَ يا ولدي
وأكبرُ منكَ هذا الجرحُ
لكنْ سنة ُالزمنِ"
تـَذكـَّرْنِي

تـَذكـَّرْنِي
لأني لم أرِدْ في العيدِ
إلا هذه الذكرى
ويا أبتي
أنا لم أخْشَ
حين تركتـَنِي فقرا
ولكني
أردتُ يديْكِ
بعضَ الدفءِ تمنحني
فكلُّ يدٍ
- سوى كفيك -
تـَخمشني
أردتُ خطاكَ في الدنيا
فكل غدٍ
وأنتَ هناكَ
يا أبتاهُ
يقلقني
أردتكَ
حين يأتي العيدُ
ثم تغيب تـَذْكـُرُنِي

تـَذكـَّرْنِي
تـَذكـَّرْنِي


الاثنين، 23 يونيو 2008

لا تقولوا وداعا ...


لا أدري تحديدا ما الحالة النفسية التي أعيشها قبيل انتهاء الفترة الجامعية الصاخبة التي مرت بسرعة البرق ،
ولم تترك إلا القليل من المعلومات العلمية والأدبية ،
والكثير من الذكريات الجميلة والسيئة ، والخبرات الجيدة والرديئة .
بلفظ آخر لا أستطيع أن أحدد الشعور الذي ينبغي أن أعيشه ،
فهل أفرح لأنني خرجت من عنق الزجاجة كما يسمونها دائما ،
أم أحزن لأنني سأخرج منها إلى سجن أوسع وأكبر لكنه أشد قيدا
ألا وهو سجن الحياة بكل معطياتها .
هل أفرح لأنني انتقلت رسميا من مرحلة الطفولة التي طالت حتى ملتنا ومللناها ،
أم أحزن لأنني سأدخل مرحلة التكاليف والإحباطات الحقيقية لا التجريبية .
ربما أستعير لفظ الشاعر الرائع بشارة خوري لأرسم لوحة شبيهة بما أنا - والكثيرون من أصدقائي - عليه الآن ،
يقول بشارة خوري :

يبكي ويضحك لا حزنا ولا فرحا

نعم
الكثييييييييييييير من الأشياء تدعو للفرح ،
والفرح الحقيقي الذي طالما انتظرته وانتظره كل من هم في مثل حالتي .
والكثيييييييييير من الأشياء تدعو للحزن ،
والحزن الحقيقي الذي طالما انتظرنا ، وحاولنا تأجيله لكن لم نستطع ، فهي سنة الحياة .

قلت لصديق لي : بعد أيام معدودة على الأصابع سيحصل كل منا على لقب " عاطل بجدارة "
قال لي : دعك من هذا التفاؤل ، فليست الحياة مضمونة بهذه الصورة.
قال صديق آخر له : وضح كلامك أكثر ، فما وجه التفاؤل في كلامه ؟!
قال له : إنه يفترض أنه سينجح في امتحانات الفرقة الرابعة ، وسينتقل بكل سهولة إلى التخرج
قلت له : جازاك الله ، وكأن حلم أن يكون كل منا عاطلا أصبح حلما صعبا ،
اطردوا هذا المتشائم من بيننا ، فلسنا نحتاج إلى شحنات أخرى منه ، نحن فقط نصدره إلى الآخرين .
هذه إحدى اللقطات السريعة التي قد ندخل من خلالها بسهولة إلى نفسية شاب
قضى على الأقل خمسة عشر عاما في التعليم ،
ينتظر بعدها مستقبلا مليئا بالمفاجآت ، أو ينتظره مستقبل مليء بالصدمات والإحباطات .
الإحباط الأول : سوق العمل الراكد الذي لم يترك الفرصة لمن سبقوه حتى يقدمها له ولو على طبق من بلاستيك .
الإحباط الثاني : انعدام مقدراته المادية والمهارية أمام كل أنواع المهن والوظائف الممكنة .
الإحباط الثالث : ضغوط الأسرة التي تشبه إطلاق الرصاص ،
وكأنك أنت المسئول الأوحد عن ظروف البلد السيئة ،
وكأنك شخص بليد المشاعر منعدم الرجولة ، تحب فقط أن تستهلك لا أن تنتج ،
وتنسى الأسرة دائما أنك بنسبة 99% مجني عليه لا جاني ،
لكنها تتذكر فقط أنها هي الأخرى لم ترتكب جرما ، وإنما هي أيضا مجني عليها ،
وأن وقت الحصاد الذي طالما انتظرته صعب المخاض وربما مستحيل .
الإحباط الرابع :
الإحباط الخامس :
الإحباط السادس :

أكملوا أنتم ، فبالفعل ما أسهل أن نرفع الواقع الأليم الذي لا يبخل أبدا بهداياه القيمة لنا .

هذا وجه من وجوه قراءة الأيام المقبلة .

وجه آخر : وهو وجه الأحلام والطموحات التي لا حدود لها
سفر إلى بلد عربي أو أجنبي ،
مشروع يبدأ صغيرا ثم يكبر ،
استكمال الإنجازات العلمية : ماجستير دكتوراه .......... ،
ارتباط أسرة حبيبة أطفال ...... ،
تحقيق أكبر للذات وانطلاق في الحياة واستحضار الأشخاص الناجحين بإمكانياتهم الشبيهة بإمكانياتنا ،
وهممنا التي لا تقل عن هممهم ،
وأحلامنا التي تشبه أحلامهم في نبل مقصدها ولامحدوديتها ،
وعالم روحي يجمع توفيق الله لنا وحبنا للحياة الجميلة الكريمة ،
ورغبة في أن نكون إيجابيين يغيرون واقعهم وواقع الآخرين
لا يركنون إلى صعوبة الواقع وإحباطاته
واستحضار محاسبة الله على الأعمال لا النتائج
وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملا.


لعلها نظرة أخرى أجمل للحياة القادمة
وما بين النظرتين هي المساحة المأهولة بالشباب ،
تضمهم بين طياتها بقسوة وحنان اقترابا وابتعادا من الأمل أو اليأس .

نظرة أخرى إلى عشرين عاما مرت بكل أحداثها كانت لك وحدك ،
أنت سيد نفسك وسيد غيرك ، الكل يسعى لتحقيق ما تريد ،
العشرون التي تليها ستكون لك ولغيرك تحقق أحلامك وأحلام زوجتك وحبيبتك ،
وتسعد أطفالك ، وتريح أباك وأمك من عبئك إن لم تكن سندا حقيقيا لهما ،
ثم تليها عشرون أخرى لمن يمد الله في عمره لا تكون فيها لنفسك أبدا بل تكون لغيرك .

نقف على حافة عشرين مضت وعشرين ستأتي ،
ننظر إلى ما مضى فنضحك على لحظات الطيش والجنون والمراهقة والاستعباط وال...............
إلى آخر عبارات هذا الحقل الذي لا غنى عنه دائما ولكن بنسبته التي لا تخل ،
ونبتسم لمن أعطونا دروسا في الحياة بالحب - وهم قليل - أو بالقسوة - وهم كثر - ،
ثم ينفد الضحك والابتسام سريعا لنبكي بحرقة وشوق وحنين ،
ندما على ما فاتنا فيها من لحظات كنا نستطيع أن نجعلها أجمل ،
وأوقات لم نقضها في طاعة الخالق ،
ونندم على أهداف كنا نستطيع تحقيقها ولم نصل إليها ،
ونندم على طفولة أهدرت دون أن يترك لنا وطننا الغالي فرصة لنشعر بها مثلما يشعر بها الأخرون ،
ونـَحِـنُّ إلى أيام الصفاء والنقاء والحب والأخوة والصداقة التي حولت بعض لحظاتنا إلى جنة ،
وكيف مرت سريعا ولم يتوقف الزمن عندها .

الآن وما دمت في لحظة فضفضة خالصة بعيدا عن قواعد الكتابة ،
أحب أن أرسل رسائل سريعة إلى أشخاص وأماكن ولحظات فريدة

أبدأ بأبي رحمه الله :

أبي
طفلك الصغير الذي تركته ولم يكمل الثانية عشرة من عمره تجاوز العشرين الآن
وأصبح رجلا في عرف الناس
رغم أنه لا يزال يفتقد الكثير من أحضان الأبوة الحانية
ربما لم يعرف قيمتك إلا الآن حينما تبدأ الحياة في الكشف عن أنيابها اللامعة
طلب بسيط ولعله فريد من نوعه
أطلب منك الدعاء لنا يا أبي
وقد يطلب الأحياء من الأموات الدعاء لهم حينما يتغير مفهوم الحياة والموت
ونعرف أنكم أنتم الأحياء ونحن الأموات

أمي :

أوشكت المسافة على الانقضاء أيتها الطيبة
ولعل الأيام المقبلة فيها صدق النبوءة وتحقيق الحلم والجلوس للراحة والهدوء
ثقي في رحمة الله دائما وحبه لنا نحن الفقراء إليه
وثقي أن كل التضحيات التي كانت والتي ستكون محفوظة عند الله الذي لا تضيع ودائعه



إخوتي ، عمرو والسيد وخالد :



اكبروا معي أيها الصغار الكبار
بكل بطء أو سرعة
فنحن على موعد مع قدر الله الذي لم يخذلنا ولن يخذلنا
ولنكن قرة عين لأعظم أم وأب في الدنيا
مالك :

كل يوم يمر علينا يا حبيب يوثق صلتنا
لعلنا نتذكر هذه اللحظات حين نجلس معا في الجنة
وفي القلب لك ما تعجز الكلمات عن وصفه

أحمد حراز وأحمد الزيات :
وأقف عندكما لأبكي كثييييييييييييييرا
يا أجمل أصدقاء لأجمل سنوات
لقد مرت فعلا سنوات الكلية
ولكن لا تزال محفورة على جدران القلب والذاكرة
ولا بد أن تعاهداني على ألا تنقطع صِلاتنا في المستقبل
بحق من جمعنا على غير أرحام بيننا
وبحق هذا الصفاء وهذه الطفولة التي أحببناها وعشناها معا
وبحق كل جميل أضحكنا والآن نبكي عليه
وبحق كل حزن أبكانا والآن نضحك عليه
وبحق الأماكن التي أحبتنا بصدق لأننا أحببناها بصدق
بحق مباني كليتنا التي أوشكت على أن تنهدم
لكنها بنت بداخلنا قصورا وممالك
لكما في القلب ما تعرفان يا حبيبين
وأعرف ما لي عندكما
لا ضيعه الله أبدا

أحمد داوود :
شكرا لك يا صديق على قلبك الصافي الجميل
وعلى العقلية التي أحببت أن أجد مثلها فتعبت
شكرا على صداقتك التي أحببت نفسي لأجلها
والتي أبت أن تنقطع رغم تخرجك قبلي
فأنت أكبر سنا ومقاما
رجب ، سليمان ، المرحومي ، محمد فرج ، ختعم ، ........ والبقية تعرف نفسها :

" لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم "

دكتور ثروت :
ما أجملك أيها الأستاذ والأخ والصديق
وأنت تضرب أروع النماذج للأستاذ الجامعي المخلص بشهادة الجميع
رغم أنك لم تزل مدرسا مساعدا
وتضرب أروع النماذج للتواضع والجدعنة والإخلاص والود
بالفعل
أنت من أجمل الإضافات إلى حياتي
ومن أجلك ومن أجل آخرين سأغفر لكلية التربية إساءتها
ولعل أحمد داوود الذي تعرض لنفس ما تعرضت له من ضياع فرصة التعيين كمعيد
رغم أحقيتنا بها بشهادة الأساتذة والطلاب
هو الآخر يغفر للكلية إساءتها من أجلك
الدكتور ثروت بين أحمد حراز وأحمد الزيات


زملاء دفعتي الرائعين :
أشكركم على أيامكم الجميلة
وأحمل محبتم في قلبي

الدكتور ... والدكتور ... أساتذة قسم اللغة العربية :




من أكبر الإساءات التي تعرضت لها في حياتي ما كان على يديكما
لعلكما لم تدركا أن الإهمال في تصحيح الأوراق قد يدمر مستقبل إنسان
لكن كيف غاب عنكما أنكما ومعكما الكثيرين
تدمرون مستقبل أجيااااااااال كثيرة
بداية من أسلوب التعليم الفاشل
مرورا بعدم تصحيح الأوراق
والتعامل مع الطلاب بمنطق التجار الذي يرفضه الشرع واحترام الذات
إلخ
أتساءل فقط
لماذا نريد أن نثبت أن المسئول الأول عن ما نحن فيه من فساد
هم ولاد الكلب الذين يحكمون البلد
وبأيديكم أرواح آلاف الطلاب سنويا
ورغم ذلك لا تؤدون حق الله فيها
ولا تريحون ضمائركم وإن كنتم تريحون جيوبكم
تساؤل أخير لكما :
ما المطلوب من طالب شهد له كل من تعامل معه من أساتذة
وشهد له زملاؤه من الطلاب
بأنه يستحق أن يكون معيدا بجداره
لكن الأوراق لم تشهد له
ليس لقصور في كتابته
وإنما لقصور في وقت أساتذته
الذين لا يجدون الفرصة لتصحيح الأوراق بضمير وبهدوء
؟؟؟؟؟؟؟؟
حبيبي محمود أبو طبيخ :
ألف مبروك الزواج يا جميل يوم 3/7 القادم إن شاء الله
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
أنتم السابقون ونحن اللاحقون
نسأل الله لنا ولكم كل خير

صديقي وأخي طيب القلب جميل الوجه
د. أحمد ماضي :
لا تبتئس
فقد يستطيع إنسان وديع .. شديد الرقة والبساطة مثلك
أن يواجه الدنيا بكل شجاعة
فتنحني له بكل إذعان
وما زالت الدنيا بخير ما دام فيها من هم في مثل إنسانيتك



أصدقائي بكلية طب طنطا :
أحبكم
وأسعد بقربكم
وأحمل لكم أضعاف ما تحملون لي
ويشهد الله وحده على ذلك


أصدقائي من الشعراء بالجامعات المصرية :
د.بلبولة ، شريف أمين ، زكريا ، سباق ، مقلد ، هشام زغلول ، ملوك ، فكري ، عمرو حسن ، حشيش ، أيمن جاهين ،........ إلخ ، والشاعرات دون تسمية :)
:

أنتم عدتي التي خرجت بها من هذه السنوات الرائعة
لا أسكت الله لكم شعرا
ولا جفف لكم نبعا


كلية التربية :
على موعد دائم أيتها الحبيبة
........ :
لكِ كل الأيام القادمة أيتها الحبيبة
أدعو الله أن يجمعنا قريبا على طاعته


لدي الكثييييييييييييييييير من الرسائل والبرقيات التي أريد إرسالها


لكنها تضيع مني الآن
لا أقول وداعا
ولكن إلى اللقاء




إلى اللقاء
************
تم تحديث بسيط الساعة الواحدة والنصف صباحا 27 يونيو

الخميس، 12 يونيو 2008

كذبة بيضاء

الأصدقاء الأحباء ، زوار مدونتي
سعدت بتفاعلكم الرائع مع البوست السابق
ووجدته إكراما أكبر من قدري
لكنه يناسب قدركم
أسعد بكتابة بوست جديد بقصيدة انتهيت منها للتو
وأنتظركم جميعا
......................
.....
.

كذبة بيضاء


******


مراوغة ُ البابِ لي


- في غيابـِكِ -


ليستْ مفاجأةً


كي أثورَ على البابِ



فهو يمورُ ليؤنسَنِي


كلَّ فزعةِ قـُبَّرةٍ في ضميريَ



وهو يعلمُني أن أحبَّكِ


دون انتظاري مليكـًا


على جنتي


وهو يكذبُ حتى يواسيَنِي


فابتعادُكِ .. صدقٌ


وشوكُ الطريق ِ لعينيكِ ..


صدقٌ

وصدقٌ تـَفـَتـُّحُنـَا
قبلَ أن تتفتحَ ريحانةُ الوقتِ


كيف سأغضبُ ؟!!
والبابُ أطيبُ
مِمَّنْ يمرونَ دونَ سلام ٍ


ولا يمنحونَ الحقيقة َ


إلا تـَخَوُّفَهُمْ من غدٍ


ستجيءُ الأماني على راحتيهِ


وقد لا يجيءُ

وأطيبُ من دمعَتـَيْنـَا


إذا جرحَتنا يدٌ


- خطأ ً-


في منام ٍ سريع ٍ


وأطيبُ من جـِلستي مُجبرًا


من حنيني إليكِ


.


أحاولُ أن أرزُقَ البابَ


حِصَّتـَهُ من حناني


ومن كلِّ ما تـَرَكـَتـْهُ المساءاتُ مِنـِّي


لديكِ

إذَنْ لا تعودي لأجلي ؛


وعودي إلى البابِ ؛


حتى تكافأهُ


دقة ٌ من يديكِ


....



الأربعاء 12/6/2008

الرابعة إلا الثلث صباحا

الأحد، 18 مايو 2008

ملائكية وليدة

ملائكية وليدة
حوارية بين ذات واحدة


- الحب ... الله ، إنه الشعور الذي يجلـِّي إحساس الإنسان بإنسانيته ، فيصنع منه - للمرة الأولى - كائنا زجاجيا حيا ، يجمع بين شفافية الزجاج وتـَسَارُق ما أمامَهُ لما خلفـَهُ في شبهِ تواطئ محبب
وجمال ِالورد واحتضانِهِ لبهجةِ اللمساتِ في وداعة صامتة
ولألأةِ المياهِ حين تلتقي بقبلاتِ أشعة الشمس في ودٍّ متجدد
ومرونةِ الشجيرة حين تـُرَاقصُهَا طفولة ُ نسمةٍ أبَتْ على روحها أن تمر دون أن تترك بصماتِها على ما حولها
إنه ميلاد مفاجئ لإنسانية مشتركة بين الإنسان والأشياء ، تـُسمعه همساتِ الخلايا والذرات ، وتـُشعره بطبطباتِ الكائنات ، ونظراتها إليه في حنو ، واعتذاراتها إليه عن ساعات وأيام وشهور مرت قبل هذه اللحظة الفارقة في تاريخ كينونته .


- وما الجديد في وصف الشمس بالنور الساطع ، أو الليل بالهدوء ؟؟!

- وما الجديد في كل ما نقول ، إلا ملاحظتنا الميدانية الحية التي تنتقل بنا في تقدم سُلـَّمِي من الشك إلى عين اليقين ؟!!

- إذن هل جربت كل المشاعر ، والمأكولات ، والسهرات ، والأنشطة ، والأشياء ، حتى تجزم بسيادة الحب عليها ؟!

- لعل الحب هو القاسم المشترك بين كل هذه الأشياء ، فلو نزعناه من أروع متع الحياة لأخرست همساتِها بالجمال
حسراتُ افتقاده
، ولعل الحب الخالص هو أشدها جمالا وإذكاء لأرواحنا وإشعالا لطاقاتنا .

- فهل تستغني بالحب عن المال ، والراحة ، والشعور بالاحترام ، والحياة ؟

- الحب يتفاعل مع فقر المال ؛ ليتمخض عن غنى الروح ، ويعالج الشعور بالألم المادي ؛ ليثمر لذة الروح ، ويغني عن الشعور الأصم بالاحترام والكرامة بذوبان الحبيب في ذات حبيبه وتوحدهما ، ويحول الموت المنظور إلى حياة روحية خالدة

وكلها مشاعر لا ندركها بالقلب المجرد دون إمدادات الحب .

إن القليل من كل هذه المشاعر السابقة مع الكثير من جرعات الحب الحقيقي تكفي لربط الكرة الأرضية في ساق حصان وليد بحبل صغير ، وانطلاقه بها في جولة ممتعة حول العالم .

- احم احم ... نحن هنا .

- هل تعلم أن الشيء الوحيد الذي قرب شعوري بأن في الجنة مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر : لحظة شعرت فيها باختراقات الحب المهذبة لحصون قلبي ، أو لعلني توهمته !

فلو كان كل هذا النعيم ممكنا على تلك الأرض ، بمجرد أن تغمض عينيك وتتذكر ، فما بالك حين تفتح عينيك لترى ، أو تبسط أحضانك لتعوم ، أو تمد جناحيك لتطير ، أو تترقى في مملكة حبك لتكون سلطانا على جنة عرضها جدران رأسك الصغير وقلبك الطفولي ،

وما بال بالك لو أصبحت مَلِكا لجنة عرضها السماوات والأرض ، وظفرت بالحب المطلق ... البريء من هجمات المادة وشراسة الحياة !!!

- وهل هناك في الكون من يستحق كل هذا الحب ؟!!!

- ليس السؤال هكذا ، بل السؤال الصحيح : هل أنا أستحق هذا الحب ؟
فلو استحققته لقيض الله لي من يتمانحه ويتعاطاه معي ، و لو وجدت من يستحقه - وقد يصادفني ولست أهلا له - فهل أنا على استعداد لأتغير ؛ لأصبح أهلا له ؟

- وماذا أيضا ؟؟؟؟

- إنك إذا أحببت بصدق ، قد تكون قليل العزم والحظ ... فتصبح مَلـَكـًا ، وقد تظفر بالأخرى ... فيتمنى الملائكة أن يكونوا مخلوقا من طرازك .

- وما هذا الطراز الفريد الذي قد يتمناه الملائكة ؟!!!!!!

- أنت في هذه الحالة ستحب ؛ فتقترض من النهار وحشية الليل بدونه ، ومن الأشياء كونها ، بعد أن كانت رقما في عالم المشيئة المؤجلة ، وتصير قمة الإعجاز لديك أن تكون قادرا على ألا تحتضن ذاتك الأخرى ، بقوة نملة جبارة منحتها القدرة ُالإلهية ما لم تمنحه إنسانية ً مفتولة َ النعرات !!!!!!!!!!

ثم تحب الحب فتترك للنجوم فرصتها لتتقمص تآلـُقـَكَ حين تتآلقُ في عيون حبيبك ، وللمواويل حقها في الرتوع في رياضك دون تأشيرة انتهاك !!!!!!!

ثم لا تكره الكراهية ، بل تتصالح معها ، وتصالحها على العالم ، وتروض جموح الكائنات من حولك ؛ لتكسبها من طبيعتيكما .

ثم يستكثر العالم على نفسه وجودك المطلق ؛ فيستنسخ من غيابك ما يكفيه ليعتادَ الزمانُ والمكانُ حضورَكَ غائبًا ، أو غيابَكَ حاضرًا .

فإذا تناثرت منك على جدران الوقت دماء نورانية : كانت السلمة الأولى نحو التحول .

- وما المظاهر البسيطة المباشرة لهذا التحول ، والتي قد تصيدها عدسة قلب فــَـتـِيٍّ لا يزال على قيد الإنسانية الأولية ؟

- ما الذي يصالحك على فيزياء الطبيعة ؛ فتشعر بالدفء الحقيقي في ذروة البرد المادي ، لمجرد إحساس داهمك ؟

وما الذي يشعرك برغبة غلابة في احتضان الجدران وتقبيل الأعمدة ؟

وما الذي يسحب من فمك الصغير اعتذارا منطوقا إلى قلم راوده الهواء عن نفسه فهوى على الأرض ، ليعتذر هو لك عن مادية العالم من حولك ؟

وما الذي يجعلك تؤمن في غفوة ما : أن قول القائلين : " أنا طائر من الفرحة أو النشوة " قولٌ حقيقيٌّ لا مجازي ، وأنها صوفية سبقك إليها من سبقك ، وسيلحقك إليها من سيلحقك ، وأن طرفي كتفيك أعلنا ثقبين جليلين جاهزين لانطلاق جناحين قادرين على الطيران ؟!

- ألا ترى أن الجميع قادرون على الأحلام ؟!!!!

- ليس كل ذلك من قبيل الحلم الساذج ، أو الخيال المجاني ، وإنما من قبيل تفجر حواس جديدة .

الإنسان الخارق لدينا هو ذلك الذي يتميز ببصيرة صادقة ، نجترئ على تسميتها أحيانا فنطلق عليها الحاسة السادسة . رغم أنها لا تزال قابعة في مجال الشعور الروحي المستضاف في دائرة المدركات ، لا الإحساس المادي المرابط في معسكر الجسد .

من هذه الطاقة الصغيرة المتاحة لنا نطل على عالم الحواس المتفجرة ، فنستطيع أن نبني عوالم روحية أخرى ، لا نعطيها الصفة الحسية إلا ونحن ملائكة بشريون ، أعني ذلك النموذج الفريد الذي لو كنت ملـَكـًا لتمنيت أن أكونه ، ولقدمته على نفسي طوعًا أو كرهًا ، لأقول له بكل طمأنينة وإذعان :
"تقدم فإنك لو تقدمت اخترقت ، أما أنا ... "


- .................................................

الأحد، 11 مايو 2008

كل عام وأنت بخير يا ......

الكثير من الورود في حياتنا
والكثير من الأحباب لدينا
ولكن قليلة هي تلك اللحظات التي تستفزنا لنختار أجمل وردة لنهديها إلى أجمل الأحباب

(1)
عندما طالعت بعض أحزان الشعراء في مناسباتهم السعيدة تعجبت كثيرا
وعذرت هذه الأرواح الشفافة التي لم تترك لها الدنيا فرصة الفرح
ما الذي يدفع الشاعر كامل الشناوي ليقول :
عدت يا يوم مولدي
عدت يا أيها الشقي

الصبا ضاع من يدي
وغزا الشيب مفرقي

ليت يا يوم مولدي
كنت يوما بلا غدِ


إنه ألم من آلام الحياة التي لا تنتهي ، وهو ضياع الصبا
فاليوم الذي كان يدعوه للتفاؤل هو اليوم الذي يتشاءم منه الآن


والمتنبي حينما يذكره العيد بآلامه المتجددة وغياب أحبابه :

عيدٌ بأية حال عدتَ يا عيدُ
بما مضى أم بأمر فيكَ تجديد

أما الأحبة فالبيداء دونهمُ
فليت دونكَ بيدٌ دونها بيدُ


وتلك المرأة الشاعرة "أم حناء الأندلسية"
تختلط عندها الفرحة بالحزن في صفة الدمع
لتقول :
جاء الكتابُ من الحبيب بأنَّهُ
سيزورني فاستعبرت أجفاني


يا عين صار الدمع عندك عادة
تبكين في فرح وفي أحزان
فاستقبلي بالبشرِ يومَ لقائِهِ
ودعي الدموعَ لليلةِ الهجران


وهذه حالة الكثيرين من الشعراء
وكأنهم والحزن أصدقاء


(2)
ووسط الكم الهائل من القصائد الباكية في الأوقات الشرعية للفرحة
لا نعدم إيجاد أشعار رائعة لشعراء رائعين
راود الشعر وجدانهم الشفاف مراودة الحزن وجدان آخرين
فأبدعوا ما قد يشعرنا بالفرحة الحقيقية حين نريد

لم آتِ هذا اليوم لكي أنـَظـِّر
وأجدني غير قادر على التعبير والكتابة أكثر من قدرتي على الشعور


سأستثمر بعض أبيات هؤلاء الشعراء
لأرسل رسائل سريعة إلى إنسان غالٍ في مناسبة سعيدة

وفي نفس اللحظة أترك الفرصة لأصدقائي زوار مدونتي ليستمتعوا بالأبيات الجميلة التي سأنقلها :

(*)
يقول نزار قباني :

ما زلت تسألني عن عيد ميلادي ....
سجل لديك إذن ما أنت تجهله
تاريخ حبك لي تاريخ ميلادي




يقول أحمد بخيت :

وُلِدَتْ كميلادِ الشموس
أميـرةً
وولدتُ مثل الأنبياء فقيرا
مرت ببال الحالمينَ
قصيدةً
تزدادُ بعداً
كي تزيدَ حضورا
وأنا الذي انتظرَتْ نجومُ سمائها
حتى تضيءَ على يديه
عصورا
شيدتُ آلافَ المعابدِ
باسمها
وجعلتُ قلبـي بيتها المعمورا
قدمتُ قربانا لكل كنيسةٍ
وتركتُ عند الأولياءِ نذورا
قبّلتُ إفريزَ الجوامعِ تاركاً
دمعَ المحبةِ
لؤلؤاً منثورا
اللهُ
يا اللهُ كم أحببتُها
أنا طائرٌ وجد السماء أخيرا !!


كل عام وأنت بخير يا من تعرف نفسك

ولعل اليوم الذي أنطق فيه اسمك بكل فخر وطلاقة قريب

إن شاء الله تعالى

إنه على ما يشاء قدير

وعذرا إن قصرت الكلمات عن التعبير

الأحد، 4 مايو 2008

ملتقي شعري رائع بكلية الطب


من أجمل الأيام التي قضيتها في حياتي
ذلك اليوم الذي زرت فيه أصدقائي بكلية الطب جامعة طنطا
وشاركت معهم بملتقاهم الشعري غير الدوري المتميز
وأعجبت جدا جدا بنشاطهم ومجهودهم البارز والمتفرد مقارنة بباقي كليات جامعة طنطا
......
ولأنني شخص كسول جدا فسأقوم بنقل البوست من مدونة صديقي الشاعر الجميل محمود فرج
بتصريح ماسينجري منه
(((يا رب ما يرجعش في كلامه ، ونمسك في بعض ، والنيابة تتدخل و و و و و و و و و ......)))

شكرا يا محمود باشا ، ربنا يجعله في ميزان حسناتك ، وتتردلك في الأفراح إن شاء الله
......


وإليكم البوست كاملا من مدونة قصائد مبعثرة :







السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مش عارف أبدأ منين

أقول لكم .. هبدأ من السنه اللي فاتت

كان يوم 21 مارس .. وكان أول حاجه أنظمها في حياتي

فكره جت في دماغي إننا نخلي وقت ... نتجمع فيه -نحن من نكتب الشعر بكلية طب طنطا

-ويجتمع معانا كل محبي الشعر

وحاولت على أد ما قدرت أعرف اكبر عدد .. وفعلا الناس حضرت واستمتعت

وكان يوم فعلا جميل جدا .. واتكرر كمان مره السنه اللي فاتت

وجينا السنه دي .. ورغم إني نويت العزوف عن المشاركه بالأنشطه في الكليه لقيت إلحاح إني أكرره .. والحمد لله تم كان رائع وانا كنت اتكلمت عنه في بوست درب الشهيد



بفضل الله تكرر للمره الثانيه .. يوم 29/4/2008

وبيني وبينكم .. كان يوم شاق جدا

امتحان باطنه الصبح .. وأطلع من الامتحان أجهز للملتقى .. ثم يبدأ الملتقى وإلى أن ينتهي والإرهاق لا ينتهي بدليل إني قاعد بقالي أكتر من 18 ساعه قدام الجهاز عشان أظبط الفيديوهات واغير امتدادها واقطعها عشان ارفعها

طبعا مكنتش في الارهاق ده لوحدي

كان معايا فريق عمل جامد قوي

بداية بالأخت العزيزه الرقيقه التى مهما قلت فلن أستطيع وصف إعجابي بما قامت به يومها والذي فاجأني شخصيا من عمل عرض تقديمي باوربوينت للقصائد وكتابة اسكريبت رائع لتقديم الشعراء وتقديم الملتقى بنفسها .. ألا وهى .. د رنا دغيدي

مرورا بالشاعر الرقيق .. صاحب الحس المرهف والصوت الدافئ الملئ بالقوه والرقه والعذوبه في الوقت ذاته والذى ستتأكدون من كلماتي عندما تستمعون لإلقائه .. ألا وهو .. شاعر الحنين .. د مصطفي أحمد علام

إضافة إلى الأخت الرقيقه .. والتي كان لأرائها دور كبير في إضافة وتنفيذ أفكار جديده للملتقى ألا وهي .. د حنان أحمد .. او لنقل إن شئنا quiet_storm

وانتهاءا ً بالشاعر المبدع .. صاحب ديوان ..((دعيني أحبك)) .. والذى تولى مهمة طباعة القصائد ورقيا والذي أمتعنا بقصيدتين رائعتين .. ألا وهو .. د سالم صلاح سالم

لكن الحمد لله التعب ده كان جميل جدا وأدى إلي يوم رائع

هاسيبكم بقه مع فيديوهات اليوم وجانب من المشاركين فيه أبدأ .. كما بدأت في الملتقى .. لأني كنت أول من ألقى شعرا يومها

ألقيت قصيدتين : لن يغيب البدر .. وتلتها قصيدة لا ترحلى



ثم أخي العزيز فارس المعاني ... د محمد توفيق راجح وقصيدة عذرا غلبتنا دموعك




والشاعر الرقيق .. صاحب ديوان .. مناجاة طائر إسلام هجرس

وقصيدة رحله .. تليها قصيدة صدفه

والشاعر الرقيق الرائع .. أحمد الزيات

وقصيدة .. تعالوا نبقى زي زمان

ثم أخي .. شاعر الحنين (كما أطلقت عليه).. د مصطفى أحمد علام

وقصيدة أحبك أنت يا وطني

ثم .. المبدع .. أخينا الأكبر .. د سالم صلاح سالم

أولا قصيدة .. للكوسه في بلادي شئون

وثانيا قصيدة .. الكعكه

ثم أخي الشاعر الذي طالما تعلمت منه .. د محمود سليمان أبو العزم

وده بقه أمتعنا بخلطبيطه أو لخبطيطه تحفه

هو مكنش محضر قصيده بعينها فعمل تشكيله من قصايده وآدي أول جزء منها

وآدي تاني جزء

وآدي تالت جزء

وده الجزء الرابع والأخير .. وفيه قصيده روعه اسمها .. انسان ورق

وأخيرا الشاعر الساهري الكبير .. د عمرو الساهري

وقصيدة .. أنا غزه

طبعا كان فيه في الملتقى شعراء كمان بالإضافه للشعراء اللي رفعت فيديوهاتهم

كان فيه معانا زميلتين .. كل منهما ألقت قصيده لها

وكان معنا الزميل الشاعر الرائع د نادر شبل الجندي والذى للأسف لم أستطع الحصول علي الفيديو الخاص به لعطل أثناء التصويرفي آخر البوست بقول ..

اللي مش هيتفرج علي الفيديوهات أومش هيقول رأيه أنا هازعل منه جدا جدا

أتمنى البوست يعجبكم مستني رأيكم ومقترحاتكم

على أمل اللقاء ... محمود فرج أحمد

***

جزاك الله خير يا محمود على التغطية والمجهود الرائع

الأخبار