يتعجب كل من يعرفه ، حين يرى هذا القدر الكبير من إبداعه المتميز لدرجة الاستفزاز ، واعتراف الكبار والصغار به بداية من جيل عبد المعطي حجازي حتى جيل العبد الفقير إسلام هجرس ، ثم يكتشف أنه - وبعد مرور أكثر من ربع قرن على اقترافه للأدب - لم يصدر ديوانه الأول إلا قبل أسبوعين بأيام قليلة .
على كل حال ، لا بد أنها فرصة رائعة ، أجَمِّلُ بها مدونتي ، تلك التي سأنقل فيها بعضا من أشعاره التي ستكون أغني وأكثر تعبيرا عن نفسها ، أكثر من كل كلمات المدح والثناء .
***********
هذه هي القصيدة التي سمى بها ديوانه
"نداهة الشعر"
وقد أهداها لصديقه شوقي أبي ناجي قبل وفاته
نداهة الشعر
أذن كما شئت
يا شوقي أبو ناجي
واستصرخ الناس
واستصرخ الناس
في الأرضين
أو ناج
أذن كما شئت يا شوقي
أذن كما شئت يا شوقي
لتسمعهم
في كل فجٍ
في كل فجٍ
عميق الغور
عجَّاجِ
أذن كما شئت
أذن كما شئت
صرِّح واستعر وأجز
وحج ما شئت
وحج ما شئت
بالأشعار
أو حاجِ
فلا الفضاء الذي تبلو
فلا الفضاء الذي تبلو
بذي حرمٍ
ولا الذين تناديهم
ولا الذين تناديهم
بحجاجِ
...
...
في أذن من؟
أذن أصنامٍ مرصّعة
بالزيفِ كالدرِّ
بالزيفِ كالدرِّ
أو بالخوفِ كالعاجِ
أم عابديها
أم عابديها
مكاءاتٍ وتصليةً
ليحفظوا طيلسان المال
ليحفظوا طيلسان المال
والتاجِ
...
وليس إلاي
وليس إلاي
والرهط الذين معي
على الطريقة
على الطريقة
منهاجاً
بمنهاج
مصدقيك
مصدقيك
وكلٌّ في براءتهِ
دماء قلبٍ
دماء قلبٍ
من الآلام أجاجِ
فمذ دعتنا إليها
فمذ دعتنا إليها
نارها
وكوت جلودنا
بين إبدال و إنضاجِ
ونحن نرقب خلف البابِ
ونحن نرقب خلف البابِ
نطرقهُ
وكم على الباب
وكم على الباب
من غادين نشاجِ
نروح مثلك
نروح مثلك
ندعو
ملء صبوتنا
وأنت أدرى بهزاج
وأنت أدرى بهزاج
وصناجِ
نعود لا شيء غير الريح
نعود لا شيء غير الريح
قبضتنا
وغير أحلام إيهاجٍ
وغير أحلام إيهاجٍ
وإبهاجِ
وأنت ما زلت
وأنت ما زلت
تغدي الريح مئذنةً
وترسلُ الشعرَ
وترسلُ الشعرَ
وهَّاجاً بوهَّاجِ
هل مثلنا
هل مثلنا
جاوبتك الريح
ساخرة
وصدك البحرُ
وصدك البحرُ
أمواجاً بأمواجِ
هل أودع النيل
هل أودع النيل
أُذْن الماءِ
غربتهُ
وحاربتكَ نجومٌ
وحاربتكَ نجومٌ
ذات أبراجِ
أم أوعب النسغ
أم أوعب النسغ
في الأزهار
فاتشحت بنازف
أحمر الأشذاءِ
مهتاجِ
أذِّن
أذِّن
فلن تُسمِعَ الصُّمَّ الدعاءَ
ولن تهدي ضلالات
عمي الروحِ
سمَّاجِ
أيبرئ العميَ قمصان
أيبرئ العميَ قمصان
ستنسجها دَمعاً
فيالك من باكٍ ونسَّاجِ
أم يوقف النزف
أم يوقف النزف
قطن الشعرِ
تحلجه
فمن لنزف جرى
فمن لنزف جرى
من قلبِ حلاَّجِ
دعته ذات صباحٍ
دعته ذات صباحٍ
ذات أحجية
لِذاتِ لـَذَّاتِ
ذاتِ
ذاتِ إلهاج
نداهةُ الشعرِ حسناءٌ
نداهةُ الشعرِ حسناءٌ
دعته ، وكمٌ
كم غررت
كم غررت
برهيفِ القلبِ
هدَّاجِ
مزَّاجة الكأسِ للنُدمانِ
مزَّاجة الكأسِ للنُدمانِ
ما يَقظوا
فإن غووا
فإن غووا
لم تدع كأساً
لمزَّاجِ
جنيةٌ
لبست روحي
إذا خلعت
دمقس ما ترتدي
دمقس ما ترتدي
من تحت ديباجِ
تزينت
تزينت
وهي من عريٍ
مزينةٌ
بكلِّ ألين ضَرَّاجٍ
بكلِّ ألين ضَرَّاجٍ
ورجراجِ
رأيتها وهي تزهو
رأيتها وهي تزهو
في مفازتها
تبعتها
تبعتها
وهي من رخوٍ
ودملاجِ
وحين ودَّعَ ضوء العمر
وحين ودَّعَ ضوء العمر
شمعتهُ
وأوغل الركب
وأوغل الركب
في ليلٍ وإدلاجِ
وكان برقٌ
وكان برقٌ
وناسٌ
أنت تعرفهم
يمضون
يمضون
بين استقاماتٍ
وزجزاجِ
نادت علينا
نادت علينا
وساقتنا على حدةٍ
فيالها زوجة
فيالها زوجة
أودت بأزواجِ
من يومها
من يومها
راح كلٌّ في متاهته
من يومها
من يومها
وأنا ما عدتُ
أدراجي
أؤذن الصبح
أؤذن الصبح
ما لاحت بروقُ ندى
لا الصبح يأتي
لا الصبح يأتي
ولا ديك الرؤى
ساجي
أذن معي
أذن معي
إن تشأ
لا مصرنا حرمٌ
ولا الذين نناديهم
ولا الذين نناديهم
بحجَّاجِ
* * * * *
ظننتني أمس
* * * * *
ظننتني أمس
أنهيت الذي...
بدأت قصيدتي لك
من همٍّ وإنهاجِ
لكن
لكن
وفيما يرى النوَّام
كنت على
- ولا أسميه إسرائي ومعراجي -
حالٍ
- ولا أسميه إسرائي ومعراجي -
حالٍ
من الصحوِ والنومِ
اللذين معاً
تكاثفا
تكاثفا
بين إيلاجٍ
وإبلاجِ
وكان يسمر عندي
وكان يسمر عندي
البحتري
أبو فراس
المتنبي
(المادح الهاجي)
ندير كأس الرؤى
والشعر منسكبٌ
كسكب ماءٍ
من الشلال
ثجاجِ
والليلُ
ما بين إدماجٍ
وإبعاجٍ
والخيلُ
والخيلُ
ما بين إدراجٍ
وإسراجِ
وبينما نحن مخمورون
وبينما نحن مخمورون
هاتَفَنَا برنةٍ
لست أدري
أم بكرباجِ
كلسعة البرد
كلسعة البرد
يكوي بردها
رئةً
كحمرة الصاج
كحمرة الصاج
والنيران في الصاجِ
وجاء صوت أبي تمَّام
وجاء صوت أبي تمَّام
معتذراً
يقولُ :
يقولُ :
سلم على
شوقي أبي ناجي
بلغهُ
بلغهُ
لولا ظروف الحربِ
جئت له
وقل له
وقل له
دونما لوم وإحراج
السيفُ أصدقُ
السيفُ أصدقُ
يا شوقي أبو ناجي
والناس صنفان :
والناس صنفان :
لا ناجٍ ولا راجِ
فيما الأذان إذن
لا مصرنا حرم
ولا الذين نناديهم بحجاج
*******
****
**
*
وإلى قصائد أخرى أوردها في الردود