الأحد، 18 مايو 2008

ملائكية وليدة

ملائكية وليدة
حوارية بين ذات واحدة


- الحب ... الله ، إنه الشعور الذي يجلـِّي إحساس الإنسان بإنسانيته ، فيصنع منه - للمرة الأولى - كائنا زجاجيا حيا ، يجمع بين شفافية الزجاج وتـَسَارُق ما أمامَهُ لما خلفـَهُ في شبهِ تواطئ محبب
وجمال ِالورد واحتضانِهِ لبهجةِ اللمساتِ في وداعة صامتة
ولألأةِ المياهِ حين تلتقي بقبلاتِ أشعة الشمس في ودٍّ متجدد
ومرونةِ الشجيرة حين تـُرَاقصُهَا طفولة ُ نسمةٍ أبَتْ على روحها أن تمر دون أن تترك بصماتِها على ما حولها
إنه ميلاد مفاجئ لإنسانية مشتركة بين الإنسان والأشياء ، تـُسمعه همساتِ الخلايا والذرات ، وتـُشعره بطبطباتِ الكائنات ، ونظراتها إليه في حنو ، واعتذاراتها إليه عن ساعات وأيام وشهور مرت قبل هذه اللحظة الفارقة في تاريخ كينونته .


- وما الجديد في وصف الشمس بالنور الساطع ، أو الليل بالهدوء ؟؟!

- وما الجديد في كل ما نقول ، إلا ملاحظتنا الميدانية الحية التي تنتقل بنا في تقدم سُلـَّمِي من الشك إلى عين اليقين ؟!!

- إذن هل جربت كل المشاعر ، والمأكولات ، والسهرات ، والأنشطة ، والأشياء ، حتى تجزم بسيادة الحب عليها ؟!

- لعل الحب هو القاسم المشترك بين كل هذه الأشياء ، فلو نزعناه من أروع متع الحياة لأخرست همساتِها بالجمال
حسراتُ افتقاده
، ولعل الحب الخالص هو أشدها جمالا وإذكاء لأرواحنا وإشعالا لطاقاتنا .

- فهل تستغني بالحب عن المال ، والراحة ، والشعور بالاحترام ، والحياة ؟

- الحب يتفاعل مع فقر المال ؛ ليتمخض عن غنى الروح ، ويعالج الشعور بالألم المادي ؛ ليثمر لذة الروح ، ويغني عن الشعور الأصم بالاحترام والكرامة بذوبان الحبيب في ذات حبيبه وتوحدهما ، ويحول الموت المنظور إلى حياة روحية خالدة

وكلها مشاعر لا ندركها بالقلب المجرد دون إمدادات الحب .

إن القليل من كل هذه المشاعر السابقة مع الكثير من جرعات الحب الحقيقي تكفي لربط الكرة الأرضية في ساق حصان وليد بحبل صغير ، وانطلاقه بها في جولة ممتعة حول العالم .

- احم احم ... نحن هنا .

- هل تعلم أن الشيء الوحيد الذي قرب شعوري بأن في الجنة مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر : لحظة شعرت فيها باختراقات الحب المهذبة لحصون قلبي ، أو لعلني توهمته !

فلو كان كل هذا النعيم ممكنا على تلك الأرض ، بمجرد أن تغمض عينيك وتتذكر ، فما بالك حين تفتح عينيك لترى ، أو تبسط أحضانك لتعوم ، أو تمد جناحيك لتطير ، أو تترقى في مملكة حبك لتكون سلطانا على جنة عرضها جدران رأسك الصغير وقلبك الطفولي ،

وما بال بالك لو أصبحت مَلِكا لجنة عرضها السماوات والأرض ، وظفرت بالحب المطلق ... البريء من هجمات المادة وشراسة الحياة !!!

- وهل هناك في الكون من يستحق كل هذا الحب ؟!!!

- ليس السؤال هكذا ، بل السؤال الصحيح : هل أنا أستحق هذا الحب ؟
فلو استحققته لقيض الله لي من يتمانحه ويتعاطاه معي ، و لو وجدت من يستحقه - وقد يصادفني ولست أهلا له - فهل أنا على استعداد لأتغير ؛ لأصبح أهلا له ؟

- وماذا أيضا ؟؟؟؟

- إنك إذا أحببت بصدق ، قد تكون قليل العزم والحظ ... فتصبح مَلـَكـًا ، وقد تظفر بالأخرى ... فيتمنى الملائكة أن يكونوا مخلوقا من طرازك .

- وما هذا الطراز الفريد الذي قد يتمناه الملائكة ؟!!!!!!

- أنت في هذه الحالة ستحب ؛ فتقترض من النهار وحشية الليل بدونه ، ومن الأشياء كونها ، بعد أن كانت رقما في عالم المشيئة المؤجلة ، وتصير قمة الإعجاز لديك أن تكون قادرا على ألا تحتضن ذاتك الأخرى ، بقوة نملة جبارة منحتها القدرة ُالإلهية ما لم تمنحه إنسانية ً مفتولة َ النعرات !!!!!!!!!!

ثم تحب الحب فتترك للنجوم فرصتها لتتقمص تآلـُقـَكَ حين تتآلقُ في عيون حبيبك ، وللمواويل حقها في الرتوع في رياضك دون تأشيرة انتهاك !!!!!!!

ثم لا تكره الكراهية ، بل تتصالح معها ، وتصالحها على العالم ، وتروض جموح الكائنات من حولك ؛ لتكسبها من طبيعتيكما .

ثم يستكثر العالم على نفسه وجودك المطلق ؛ فيستنسخ من غيابك ما يكفيه ليعتادَ الزمانُ والمكانُ حضورَكَ غائبًا ، أو غيابَكَ حاضرًا .

فإذا تناثرت منك على جدران الوقت دماء نورانية : كانت السلمة الأولى نحو التحول .

- وما المظاهر البسيطة المباشرة لهذا التحول ، والتي قد تصيدها عدسة قلب فــَـتـِيٍّ لا يزال على قيد الإنسانية الأولية ؟

- ما الذي يصالحك على فيزياء الطبيعة ؛ فتشعر بالدفء الحقيقي في ذروة البرد المادي ، لمجرد إحساس داهمك ؟

وما الذي يشعرك برغبة غلابة في احتضان الجدران وتقبيل الأعمدة ؟

وما الذي يسحب من فمك الصغير اعتذارا منطوقا إلى قلم راوده الهواء عن نفسه فهوى على الأرض ، ليعتذر هو لك عن مادية العالم من حولك ؟

وما الذي يجعلك تؤمن في غفوة ما : أن قول القائلين : " أنا طائر من الفرحة أو النشوة " قولٌ حقيقيٌّ لا مجازي ، وأنها صوفية سبقك إليها من سبقك ، وسيلحقك إليها من سيلحقك ، وأن طرفي كتفيك أعلنا ثقبين جليلين جاهزين لانطلاق جناحين قادرين على الطيران ؟!

- ألا ترى أن الجميع قادرون على الأحلام ؟!!!!

- ليس كل ذلك من قبيل الحلم الساذج ، أو الخيال المجاني ، وإنما من قبيل تفجر حواس جديدة .

الإنسان الخارق لدينا هو ذلك الذي يتميز ببصيرة صادقة ، نجترئ على تسميتها أحيانا فنطلق عليها الحاسة السادسة . رغم أنها لا تزال قابعة في مجال الشعور الروحي المستضاف في دائرة المدركات ، لا الإحساس المادي المرابط في معسكر الجسد .

من هذه الطاقة الصغيرة المتاحة لنا نطل على عالم الحواس المتفجرة ، فنستطيع أن نبني عوالم روحية أخرى ، لا نعطيها الصفة الحسية إلا ونحن ملائكة بشريون ، أعني ذلك النموذج الفريد الذي لو كنت ملـَكـًا لتمنيت أن أكونه ، ولقدمته على نفسي طوعًا أو كرهًا ، لأقول له بكل طمأنينة وإذعان :
"تقدم فإنك لو تقدمت اخترقت ، أما أنا ... "


- .................................................

الأحد، 11 مايو 2008

كل عام وأنت بخير يا ......

الكثير من الورود في حياتنا
والكثير من الأحباب لدينا
ولكن قليلة هي تلك اللحظات التي تستفزنا لنختار أجمل وردة لنهديها إلى أجمل الأحباب

(1)
عندما طالعت بعض أحزان الشعراء في مناسباتهم السعيدة تعجبت كثيرا
وعذرت هذه الأرواح الشفافة التي لم تترك لها الدنيا فرصة الفرح
ما الذي يدفع الشاعر كامل الشناوي ليقول :
عدت يا يوم مولدي
عدت يا أيها الشقي

الصبا ضاع من يدي
وغزا الشيب مفرقي

ليت يا يوم مولدي
كنت يوما بلا غدِ


إنه ألم من آلام الحياة التي لا تنتهي ، وهو ضياع الصبا
فاليوم الذي كان يدعوه للتفاؤل هو اليوم الذي يتشاءم منه الآن


والمتنبي حينما يذكره العيد بآلامه المتجددة وغياب أحبابه :

عيدٌ بأية حال عدتَ يا عيدُ
بما مضى أم بأمر فيكَ تجديد

أما الأحبة فالبيداء دونهمُ
فليت دونكَ بيدٌ دونها بيدُ


وتلك المرأة الشاعرة "أم حناء الأندلسية"
تختلط عندها الفرحة بالحزن في صفة الدمع
لتقول :
جاء الكتابُ من الحبيب بأنَّهُ
سيزورني فاستعبرت أجفاني


يا عين صار الدمع عندك عادة
تبكين في فرح وفي أحزان
فاستقبلي بالبشرِ يومَ لقائِهِ
ودعي الدموعَ لليلةِ الهجران


وهذه حالة الكثيرين من الشعراء
وكأنهم والحزن أصدقاء


(2)
ووسط الكم الهائل من القصائد الباكية في الأوقات الشرعية للفرحة
لا نعدم إيجاد أشعار رائعة لشعراء رائعين
راود الشعر وجدانهم الشفاف مراودة الحزن وجدان آخرين
فأبدعوا ما قد يشعرنا بالفرحة الحقيقية حين نريد

لم آتِ هذا اليوم لكي أنـَظـِّر
وأجدني غير قادر على التعبير والكتابة أكثر من قدرتي على الشعور


سأستثمر بعض أبيات هؤلاء الشعراء
لأرسل رسائل سريعة إلى إنسان غالٍ في مناسبة سعيدة

وفي نفس اللحظة أترك الفرصة لأصدقائي زوار مدونتي ليستمتعوا بالأبيات الجميلة التي سأنقلها :

(*)
يقول نزار قباني :

ما زلت تسألني عن عيد ميلادي ....
سجل لديك إذن ما أنت تجهله
تاريخ حبك لي تاريخ ميلادي




يقول أحمد بخيت :

وُلِدَتْ كميلادِ الشموس
أميـرةً
وولدتُ مثل الأنبياء فقيرا
مرت ببال الحالمينَ
قصيدةً
تزدادُ بعداً
كي تزيدَ حضورا
وأنا الذي انتظرَتْ نجومُ سمائها
حتى تضيءَ على يديه
عصورا
شيدتُ آلافَ المعابدِ
باسمها
وجعلتُ قلبـي بيتها المعمورا
قدمتُ قربانا لكل كنيسةٍ
وتركتُ عند الأولياءِ نذورا
قبّلتُ إفريزَ الجوامعِ تاركاً
دمعَ المحبةِ
لؤلؤاً منثورا
اللهُ
يا اللهُ كم أحببتُها
أنا طائرٌ وجد السماء أخيرا !!


كل عام وأنت بخير يا من تعرف نفسك

ولعل اليوم الذي أنطق فيه اسمك بكل فخر وطلاقة قريب

إن شاء الله تعالى

إنه على ما يشاء قدير

وعذرا إن قصرت الكلمات عن التعبير

الأحد، 4 مايو 2008

ملتقي شعري رائع بكلية الطب


من أجمل الأيام التي قضيتها في حياتي
ذلك اليوم الذي زرت فيه أصدقائي بكلية الطب جامعة طنطا
وشاركت معهم بملتقاهم الشعري غير الدوري المتميز
وأعجبت جدا جدا بنشاطهم ومجهودهم البارز والمتفرد مقارنة بباقي كليات جامعة طنطا
......
ولأنني شخص كسول جدا فسأقوم بنقل البوست من مدونة صديقي الشاعر الجميل محمود فرج
بتصريح ماسينجري منه
(((يا رب ما يرجعش في كلامه ، ونمسك في بعض ، والنيابة تتدخل و و و و و و و و و ......)))

شكرا يا محمود باشا ، ربنا يجعله في ميزان حسناتك ، وتتردلك في الأفراح إن شاء الله
......


وإليكم البوست كاملا من مدونة قصائد مبعثرة :







السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مش عارف أبدأ منين

أقول لكم .. هبدأ من السنه اللي فاتت

كان يوم 21 مارس .. وكان أول حاجه أنظمها في حياتي

فكره جت في دماغي إننا نخلي وقت ... نتجمع فيه -نحن من نكتب الشعر بكلية طب طنطا

-ويجتمع معانا كل محبي الشعر

وحاولت على أد ما قدرت أعرف اكبر عدد .. وفعلا الناس حضرت واستمتعت

وكان يوم فعلا جميل جدا .. واتكرر كمان مره السنه اللي فاتت

وجينا السنه دي .. ورغم إني نويت العزوف عن المشاركه بالأنشطه في الكليه لقيت إلحاح إني أكرره .. والحمد لله تم كان رائع وانا كنت اتكلمت عنه في بوست درب الشهيد



بفضل الله تكرر للمره الثانيه .. يوم 29/4/2008

وبيني وبينكم .. كان يوم شاق جدا

امتحان باطنه الصبح .. وأطلع من الامتحان أجهز للملتقى .. ثم يبدأ الملتقى وإلى أن ينتهي والإرهاق لا ينتهي بدليل إني قاعد بقالي أكتر من 18 ساعه قدام الجهاز عشان أظبط الفيديوهات واغير امتدادها واقطعها عشان ارفعها

طبعا مكنتش في الارهاق ده لوحدي

كان معايا فريق عمل جامد قوي

بداية بالأخت العزيزه الرقيقه التى مهما قلت فلن أستطيع وصف إعجابي بما قامت به يومها والذي فاجأني شخصيا من عمل عرض تقديمي باوربوينت للقصائد وكتابة اسكريبت رائع لتقديم الشعراء وتقديم الملتقى بنفسها .. ألا وهى .. د رنا دغيدي

مرورا بالشاعر الرقيق .. صاحب الحس المرهف والصوت الدافئ الملئ بالقوه والرقه والعذوبه في الوقت ذاته والذى ستتأكدون من كلماتي عندما تستمعون لإلقائه .. ألا وهو .. شاعر الحنين .. د مصطفي أحمد علام

إضافة إلى الأخت الرقيقه .. والتي كان لأرائها دور كبير في إضافة وتنفيذ أفكار جديده للملتقى ألا وهي .. د حنان أحمد .. او لنقل إن شئنا quiet_storm

وانتهاءا ً بالشاعر المبدع .. صاحب ديوان ..((دعيني أحبك)) .. والذى تولى مهمة طباعة القصائد ورقيا والذي أمتعنا بقصيدتين رائعتين .. ألا وهو .. د سالم صلاح سالم

لكن الحمد لله التعب ده كان جميل جدا وأدى إلي يوم رائع

هاسيبكم بقه مع فيديوهات اليوم وجانب من المشاركين فيه أبدأ .. كما بدأت في الملتقى .. لأني كنت أول من ألقى شعرا يومها

ألقيت قصيدتين : لن يغيب البدر .. وتلتها قصيدة لا ترحلى



ثم أخي العزيز فارس المعاني ... د محمد توفيق راجح وقصيدة عذرا غلبتنا دموعك




والشاعر الرقيق .. صاحب ديوان .. مناجاة طائر إسلام هجرس

وقصيدة رحله .. تليها قصيدة صدفه

والشاعر الرقيق الرائع .. أحمد الزيات

وقصيدة .. تعالوا نبقى زي زمان

ثم أخي .. شاعر الحنين (كما أطلقت عليه).. د مصطفى أحمد علام

وقصيدة أحبك أنت يا وطني

ثم .. المبدع .. أخينا الأكبر .. د سالم صلاح سالم

أولا قصيدة .. للكوسه في بلادي شئون

وثانيا قصيدة .. الكعكه

ثم أخي الشاعر الذي طالما تعلمت منه .. د محمود سليمان أبو العزم

وده بقه أمتعنا بخلطبيطه أو لخبطيطه تحفه

هو مكنش محضر قصيده بعينها فعمل تشكيله من قصايده وآدي أول جزء منها

وآدي تاني جزء

وآدي تالت جزء

وده الجزء الرابع والأخير .. وفيه قصيده روعه اسمها .. انسان ورق

وأخيرا الشاعر الساهري الكبير .. د عمرو الساهري

وقصيدة .. أنا غزه

طبعا كان فيه في الملتقى شعراء كمان بالإضافه للشعراء اللي رفعت فيديوهاتهم

كان فيه معانا زميلتين .. كل منهما ألقت قصيده لها

وكان معنا الزميل الشاعر الرائع د نادر شبل الجندي والذى للأسف لم أستطع الحصول علي الفيديو الخاص به لعطل أثناء التصويرفي آخر البوست بقول ..

اللي مش هيتفرج علي الفيديوهات أومش هيقول رأيه أنا هازعل منه جدا جدا

أتمنى البوست يعجبكم مستني رأيكم ومقترحاتكم

على أمل اللقاء ... محمود فرج أحمد

***

جزاك الله خير يا محمود على التغطية والمجهود الرائع

الأخبار