السبت، 15 نوفمبر 2008

صفحاتٌ من دفترها


صفحاتٌ من دفترها

(1)
رؤية
قالت
- ويكفى أن أحَدِّثَ خاطري
لتقول لي : -
"
كُمِّلتَ لي وحدي
فسامحتُ الذين بكوْا غيابكَ
حين فرَتْ أرْضـُنَا
من خطوةٍ كانتْ تـُعَطـِّرُها
وتمطرها مروجًا
ثم تشكرها
...
وسامحتُ الذين رأوْكَ
بدرًا باهتا
بين الكواكب
أو هلالا
أو محاقًا
قلتُ أهديهم عيوني
كي يروكَ - كما أراكَ -
فكذَّبوني
يا حبيبي قل لهم :
الشمسُ تشرق لا تزالُ
أنا هنا
واضرب لهم مثلا :
...
...
سوانا ليس يشبهُنا
ولسنا نستدلُّ على حقيقة حُبنا
إلا بنا "
قالت
فرفرف في دمي
- من قولها -
طيرٌ غريقْ
وأنا أترجمُ صرختي صمتا ...
يميطُ لها الطريقْ
وأغطُّ في شوقٍ حريق
(2)
أمومة

قالت
- ويكفي أن تدقَّ مسامعي
لأحوِّلَ الآفاق آذانا : -
"
لديكَ صغيرُنَا الوثابُ
فَأ ْنَس باحتضانِ صباهُ
علِّمْهُ السباحة في ثقوب الوقتِ
عَلِّمْ سهمه ...
أن يرميَ الأحزانَ في أحداقها
أن يركب الخوفَ المناورَ
...
كُنْ أبًا
يدني إليهِ ضناهُ
في رفقٍ
ويضني من تَعَمَّدَهُ
بلحظٍ صيِّبِ
...
فأنا هنا
أرعى طفولتهُ
وأحمي الكون
من غضباتِ وحشتِهِ
وأشكرُ من تَغَمَّدَهُ
بهجرٍ طيِّبِ
"
قالت
فأذهلتِ الوجودَ بخرستي
من قولها
وكأنَّ سِحْرَ تَحَرُّري منها
يُعَلِّقُني بها
(3)
غيبوبة

قالت
- ويكفي أن تقولَ
لكي أُكَذِّبَ وحدتي
في غربتي : -
"
اللهُ
من طوفان لهفتِنا التي ...
...
اللهُ
من غيبوبةٍ تمتصنا
فندور في أشجانها الحوراءِ
حيث تُديرُنا
ونطولُ أسبابَ الفَلَكْ
...
اللهُ
من شيطانِ قصتنا المَلَكْ
...
اللهُ
من أَلَمٍ
ومن قلمٍ
نؤرخُ لابتسامتهِ بأدمعنا
فيَجْمَعُنا
ويُسْمِعُنا أنينَ صريفِهِ
متألقًا ...
متألقا
...
اللهُ
من أرقٍ
ومن قلقٍ
ومن حُرَقٍ
تُمَزِّقُنا
مــــعـــــًا
؛ فنحبُّ أن نتمزقا
...
اللهُ
من قولي
ومن صمتٍ
يُسلي غربة الدنيا عن الدنيا
..
أحبُّكَ صامتا
ماذا إذا كلمتني
في غفلة الأفواهْ ؟!!!
"
فصرختُ من غيبوبتي :
الـــــــــلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهْ


الاثنين، 10 نوفمبر 2008

كأن طفلا بكى

إخوتي الأحباب ، أعتذر عن فترة الغياب الطويلة التي قضيتها بعيدا عن عالم النت ، نظرا لظروف التخرج والسفرهذه أولى قصائدي بعد سفري من مصر إلى الكويت
العنوان حتى الآن مؤقت والقصيدة ما زالت قابلة للتعديل

كأن طفلا بكى

(1)
مَـكـَّـنــْـتُ منكِ
اصطخابَ وُسواسِي
وزُرْ قــَـة َ
الخارجينَ مـِِـن باسي
مَـكـَّـنــْـتُ منكِ
الذينَ أسْـكـُـنـُـهـُم
ْوأصْْطـَـفـِـي شـَـكـَّـهُمْ لأحْـدَاسـِـي
:
أنا :
الذي مـَـرَّ
طـَـيـِّـبًا ... تـَعـِسًا
وعَاقــَـرَ اليـُـتــْـمَ
غيرَ عـَبَّاس ِ !
أنا :
انهيارُ اللـُُّحـُون
ِفي دمها الحـِـبـْـريِّ
أكداسًا فوقَ أكداس ِ
أنا :اشتـِـقاقُ الذكرى
لمغتربٍ عن يومِـهِ
خلفَ بارق ٍ ماسي
أنا :
أنا :
دُمـْـيـَـة ُ المـَرَافئ ِ ،
تاريخ ُ الحكاياتِ ،
بـَوْحُهَا القاسي
أنا :
الأخيرُ :
الأخيرُ مـَـشـْـرقــُهُ
والشمسُ أدنى أهلي وجـُـلاسي !
مَـكـَّـنــْـتـُُهُمْ منكِ
كـَمْ أنا تــَعِبٌ
- مِنْ بـَعْدِ إنفـَاقـِـهـِمْ -
بإفلاسي !
(2)
يا كـَائِـنَ الوحْي ،
يا جميلة ُ،
يا نـَوْمِي عن الآهِ
تحتَ أرمـَاسي
بـَيـْـنِي وعينيكِ
باحة ٌ وطنٌ
جـَمَّـرْتُ زيـْـتــُـونـَها
بأنفاسي !
لـِصٌّ مـَـلِـيحٌ
رأى تــَـلــَـبـُّـسَـنـَا فينا ،
وأغـْراهُ عـُرْيـَـنـَـا الكاسِي
أرخـَى لنـَا عـَـفـْـوَنـَـا ؛
ليـَـأسِـرَنـَـا بنا
بوجهٍ سَـمْـح ٍ ومِخـْـلاس ِ !
بـَيـْـنِي وعينيكِ
مـَـاردٌ وَرعٌ
لــَـمـَّـا تــَـمـَـاهَـى
في نـَـوَّةِ الرَّاس ِ :
أعَـزَّ أشـْـوَاقــَـنـَـا
وبلـَّـلـَـهـَـا
فـَـبَـخـَّـرَتــْـنـَـا :
غيومَ إِحـْـسَاس ِ
وحينَ شِخـْـنـَـا في الجـَوِّ
أمْطـَرَنـَـا
سِحـْـرًا يـُـذرَّى في أعْـيـُـن ِ النـَّـاس ِ
كأنَّ طِفـْـلا بـَـكـَـى
كأنَّ قــُـرَىً مـَـادَتْ
حياءً مِنْ فـَـوْرَةِ الكـَـاس ِ !
بـَيـْـنِي وعينيكِ
ظـَـالـِمٌ فـَر ِِحٌ بـِظـُـلـِـمِـهِ ،
يـَـقـْـضـِِـي دونَ تـِـمْسَاس ٍ !
كـُـونـِِـي لــَـهُ :
دلـِّـلـِـي تــَمـَـرُّدَهُ ،
وَوَتــِّـري كِـبـْريـَـاءَهُ الراسـِـي
واحْمِـيكِ مِنْ فـَزْعَـتِـي
ومِنْ هـَرَبــِِـي إليكِ دُونـِـي
يا قــُـدْسَ أقــْـدَاسِـي
(3)
لـَوْ لـِـي أمـَـانٌ مَعـِـي
لـَـظــَـلَّ مـَـعـِـي شـَـدْوي
وَلـَـمْ يـَـنـْـفـَـجـِـر بــِـكـُـرَّاسـِي
لـَـوْ لـِـي
لـَـوَدَّعـْـتــُـنـِـي إلى زَمـَـنـِـي
ومـَـا نـَعَـانـِـي
صـَـفِـيرُ أجْـرَاسـِـي
لسـَـارَ في مَـوْكـِـبــِـي
زبـَـانـِيـَـتـِـي / أنا وَصَمْتـِـي
مِنْ غـَـيـْر ِ نـِـبْـرَاس ِ
وَمـَـا تــَـجَـذَّرْتُ
في زَفـِـيرِكِ ،
في أحْلام ِ صَـحْوِي ،
في سَهْو ِ حـُرَّاسِـي
(4)
كـُونـِـي مَـعـِـي
فابـْـتِسامَـتِـي مـَـرَضٌ
وأنتِِ قــُصْـوَى
- يا حـُـلـَّـة َ الرَّاس ِ
خـُـطـَـاكِ
في صفحةِ الفـُؤَادِ
- دمـًا -
طـَـبـْـشــُـورُ ...
سُـبـُّـورَةِ الدُّجـَى القــَـاسِـي
( بـِـيضـًـا وحُمـْـرًا )
خـُـطـِّي حِكـَايـَـتــَـنـَـا بـِِهِ ،
ولا تــَـعْـبـَـئِـي بأفـْـرَاسِـي
ولا انـْـهـِـزَامِـي
أمـَـامَ أسْـئـِـلـَتـِـي ،
ولا انـْـكـِـساري
أمـَـامَ إِحـْـسـَاسِـي
(5)
أعـْـفـِـيكِ مِنْ قــََـتــْـلِـنـَـا
إِذا تــَـعِـبـَـتْ
في مـُـقــْـلـَـتــَيـْـنـَـا
نـَـافـُـورَة ُ المـَـاس ِ
سَيـَسْـألُ الناسُ
عـَنْ مـَـآثـِـرنـَـا
وَلـَـيْـسَ تــَـعـْـنِـينـَـا
ثـَـوْرَة ُ النـَّـاس ِ
مـَنْ مـِـثــْـلـُـنـَـا
حينَ نـَـطـْرُدُ الصـَّخـَبَ اليـَوْمِـيَّ
عـَنْ ذَوْبـِـنـَـا
بـِـمـِـتــْـرَاس ِ ؟!!!
نـَـحـْـنُ :
الذي كـَـانَ ،
والتي انـْـدَثــَرَتْ.
.إلا هـُـنـَـا
حيـْـثُ يـَـذكـُـرُ النـَّـاسِـي
في بـَـاطِـن ِ الجـُـبِّ ،
خـَـلـْـفَ أغنيةٍ عـَـذْرَاءَ ،
أوْ في تــَـغـْـريـدِ أعـْـراس ِ
نـْـنـْـحـَـازُ للنـُّـور ِ
حـَـيـْـثُ يـَـطـْـلـُـبـُـنـَـا مـَـعـًـا
بـِـوَمـْـض ٍ
حـُـرٍّ وحـَسـَّـاس ِ
فإِنْ طـَـرَقـْـتِ الصـَّـبـَـاحَ
واحـْـتــَرَقــَـتْ أبـْـوابـُهُ
واشـْـتــَـرَيْـتِ حـُـرَّاسِـي
وَضـِـعـْـتِ
في زُمـْـرَتـِـي وحـَـاشِـيـَـتِـي
وخـَـاصـَـمـَـتــْـكِ
طـُيـُـورُ أقــْـبَـاسِـي
لا تــُـسـْـرِفِـي
في التــَّـنـْـقِـيبِ عـَنْ رِئـَةٍ
حتى يُـواتـِـيكِ
عـَـفـْـوُ أنـْـفـَـاسِـي
10/11/2008م
الكويت

الأخبار