الجمعة، 21 أغسطس 2009

رمضانيات (1) : طرق إبداعية لحفظ القرآن الكريم

كل عام وأنتم جميعا بخير

لأن رمضان شهر للعمل ؛ فسوف نتناول معا مشروعا عمليا مهما

وقد يكون مشروع العمر كله

وهو حفظ القرآن الكريم من خلال تطبيق مبادئ البرمجة العصبية

من خلال تفريغ دورة تدريبية للدكتور يحيى الغوثاني جزاه الله خيرا

وجزى خيرا كل من أسهم في وصول هذه الدورة القيمة لنا


هي فرصة حقيقية يجب أن يقتنصها كل من يصل إليها

ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

ويرزقنا القدرة على تطبيق ما بها من خير

وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال في رمضان



سأنقل الدور بإذن الله على حلقات كل حلقة برد منفصل



بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الأول


الحمد لله رب العالمين... والصلاة والسلام الأتمّان الأكملان على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
اللهم أخرجنا من ظلمات الوهم و أكرمنا بنور الفهم....

وافتح علينا بمعرفة العلم وزين أخلاقنا بالحلم وسهل علينا من أبواب فضلك وانشر علينا من خزائن رحمتك يا أرحم الراحمين ...

وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...
إخواني وأخواتي :

ما أحوجنا في هذه الأيام إلى أن نتواصل على مائدة القرآن الكريم ...

ولو تساءلنا : لماذا قلنا الكريم ؟؟؟؟ لماذا هذه الصفة ؟؟؟؟

الكريم : هل هي بمعنى المكرّم وهو اسم مفعول ... المعظم المقدس ....؟؟

نعم يمكن أن نفهم هذا....

ولكن هل لنا أن نفهم أن كلمة الكريم اسم فاعل ( فعيل ) بمعنى أنه مكرِم لغيره من الرباعي …

بمعنى أن مائدة القرآن مفتوحة لكل من يرد عليها وينهل منها ..

فالقرآن الكريم يفتح أبوابه للجميع ، ومائدته مبسوطة وفواكهه البديعة تعجب كل من يرد عليها مهما اختلفت الثقافات والمشارب فالجميع ينهل من هذه المائدة العظيمة كل حسب علمه ومستواه ,,
نحن في هذه الدورة سنكون على مائدة القرآن العظيم ....

فأنعم بها من دورة وجلسة بديعة ,,


أفكار إبداعية في حفظ القرآن الكريم ..


نحلل هذا العنوان : (( أفكار إبداعية باستخدام البرمجة العصبية ))
أفكار :هي مجموعة من الأفكار ومعلومات توصلنا إليها من خلال تجارب عملية ومما رأيته بنفسي ليست خيالية وإنما هي من واقع الحياة ونحن في هذا الوقت بأشد الحاجة إلى الأفكار العملية والواقعية . وذلك لأنه لا يمكن للمسلم أن يعتقد أن هناك فشل ولكن هناك تجارب كل شيء علينا أن نجربه وبإمكاننا ذلك .. فإن جاءتك فكرة دوّنها مباشرة فكم وكم من فكرة ولدّتها الظروف الوقتية والمناسبات ثم نسيتها بسبب عدم تدوينها ..


إذا هناك : استقبال ----- < تحليل----- < استحصال الفوائد منه .


إبداعية : التفكير بأشياء مألوفة بطريقة غير مألوفة وهي أفكار بلا مثيل سابق لها .


ولو رجعنا إلى هذا العلم ( البرمجة العصبية ) وكيفية نشأته لوجدنا أن في بداية الستينات بدأ العالمان باندلر وجون جرندر تحليل حياة وشخصية أناس مشهورين باعتبارهم ( المثل الأعلى ) ( القدوة الحسنة) وقاموا بنمذجة الناجحين ..

كان أحدهما أستاذ رياضيات فتحاورا في قضية : لماذا أكثر الناس تعساء وفقراء ؟؟


جاؤوا إلى شركة ناجحة ,,,وتساءلوا كيف نجحت .؟؟؟

وقاموا بدراسة الشخص الفعال في الشركة دراسة الوجود الذهني ، فتوصلوا إلى نمذجة الشخص ( المثل الأعلى ) .
لو أخذنا مثالا من حياة وسيرة سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وجعلناه المثل الأعلى ....وسيدنا علي بن أبي طالب ...

تخيلوا كيف يفدي نفسه لرسول الله صلى الله عليه وسلم كيف ينام بمكانه ليلة الهجرة تخيلوا .. وهو يعلم أن الكفار قد اجتمعوا على قتله تخيلوا ... هذه الشجاعة والتضحية والمحبة...

* أما في مجال القرآن الكريم فأنا أقوم الآن بنمذجة أحد الأساتذة الفضلاء وهو شاب حفظ القرآن الكريم في 55 يوما هل هو يختلف عنا ؟؟ لا ... هو يأكل مثلنا ويمشي مثلنا ويرتاح وعنده زوجة وأولاد .. غير متميز عنا .. لماذا؟ ؟
واسمعوا لهذا النموذج الآخر الفذ العجيب :


* طفل مصري حفظ القرآن وعمره 10 سنوات استضيف للعمرة كان يأتي بجميع الآيات الخاصة بموضوع معين مجرد أن يطلب منه ذلك .. احتفلوا به ودعاه احد العلماء لحضور اجتماع وطلبوا منه أن يحدثهم .. فالتفت إلى أبيه وقال له : حؤولهم إيه ؟ فقال له أبوه حدثهم عن العلم ..
فبدأ الطفل بسرد جميع الآيات في القرآن المتعلقة بموضوع العلم ثم بدأ بجميع الأحاديث التي تحدثت عن العلم ..ثم بين فضل العلماء وأهمية العلم .. فقالو له يكفي يكفي .... ثم طلبوا منه أن يتكلم عن زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فأجلسوه على الطاولة ( وذلك في اجتماع له مع النساء ) وقال : زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا فريقين ، فريق مع ستنا عائشة وفريق مع ستنا حفصة ، دول كانوا بيعملوا كدا .....ودول بيعملوا كدا .... ثم طلبوا منه أن يحدث الأطفال ، فطلب أن يحضروهم أمامه ثم وقف أمامهم وقال : انتو عاوزين تكونون زيي ؟ قالوا نعم قال لهم : تصيروا مثلي بثلاثة أشياء : ركزوا ركزوا ركزوا ...

التركيز مهم جداً .. ساعة تركيز تساوي سنة من الفوضى .. و5 دقائق تركيز تساوي أسبوعا من الفوضى ..

التركيز : هو التخلص تماما من الجو الخارجي والتفرغ لقضية معينة ,, فالتفرغ للقضية والتركيز عليها جزء كبير من حل القضية , فلا تحل مشاكلك إلا بالتركيز .

ونعود إلى دراسة باندلر وجون جرنندر وهي هندسة نجاح النفس البشرية أي دراسة الوجود الذهني ..فكل شيء له وجودان وجود خارجي ووجود ذهني ..
مثلا هذا الجوال أمامكم موضوع على الطاولة وعلى الحقيبة بالذات .. أغمضوا أعينكم الآن ثم افتحوها أين الجوال ؟ هو في الحقيقة ليس على الطاولة ولكنه في هذا المكان في الوجود الذهني الوجود أصبح داخليا ( وكان الشيخ قد وضعه داخل جيبه بعد أن طلب منهم إغماض أعينهم ) ..
حقيقة نتوصل إليها أن كل الأشياء في العالم لها وجودان وجود خارجي ووجود ذهني ,, إذا (دراسة البرمجة اللغوية ) هو دراسة الذهن ، دراسة الوجود الذهني الداخلي .

فالناجحون لهم أساليب معينة في حياتهم وعلاقاتهم ..

المهتمون درسوا هذه العلاقات وهذه الاستراتيجيات وسجلوها : فمثلا هناك استراتيجية خالد بن الوليد العسكرية تحتاج إلى مبرمجين لوضع النقاط الرئيسية لها .. استراتيجية أبي بكر الصديق في حروب الردة ، استراتيجية ديزني هذا الرجل صاحب فكرة ميكي ماوس : كان يعيش في غرفة تعيسة مع الفئران عايشهم عاش في خيالهم معهم وبدأ يتخيل كيف يتكلمون وكيف يعملون الحفلة للزواج وبداية الأمر كان يحلم ويحلم ويحلم ثم بدا ينقد نفسه ..
ثم أخذ يراقب –

استراتيجيته هي – الحالم ----- < الناقد ----- < المراقب


كانت نقطة انطلاقته الحلم وكيف سيربح الملايين بعد أن رسم الخطة قال لزوجته أن هذا المشروع عن الفئران سيجني ملايين الدولارات .. قالت زوجته الحمد لله قلت هذا الكلام لي أنا .. لأنك لو قلته لغيري ما فهمك ولا استوعب ذلك.. طبعا هذه رسالة سلبية منها ولكنه تجاوزها وجعلته يطمح أكثر وأكثر ..
ويقال انه بعث أكثر من 2000 رسالة للبنوك ليساعدوه في مشروعه حتى تلقى الرد من احد البنوك ويقال أنه أفلس 7 مرات ومع ذلك استمر واستمر واستمر حتى وصل إلى ما وصل إليه من شهرة وثروة وهو يملك اكبر شركة إنتاج للأفلام الكارتونية .. هذا علم البرمجة العصبية ... هم درسوا نماذج النجاح عكسوها علينا ...


ونحن في تجربتنا سندرس كيفية تطبيق هذه البرمجة على حفظ القرآن الكريم ..


الثلاثاء، 4 أغسطس 2009

"الجنازة الرومانسية" من روائع الشعر العربي (1)

بمشيئة الرحمن سأقدم من فترة لأخرى مختارات من قصائد لم تمر عليَّ مثل غيرها
لأملأ فراغا قد يتركه انشغالي عن بيتي الالكتروني: مدونتي
ولأجملها بأعمال رائعة
.
هذا هو العمل الأول

" الجنازة الرومانسية " لإيليا أبي ماضي
.
.
.
أنا إن أغمض الحِمَامُ جفوني
ودوى صوت مصرعي في المدينة
*
وتـَمَشـَّى في الأرض داراً فداراً
فسمعتِ دويه ورنينه
*
لا تصيحي واحسرتاه لئلا
يدرك السامعون ما تضمرينه
*
وإذا زرتني وأبصرتِ وجهي
قد محا الموت شكه ويقينه
*
ورأيت الصحاب جاثين حولي
يندبون الفتى الذي تعرفينه
*
وتعالى العويل حولك ممن
مارسوه وأصبحوا يحسنونه
*
لا تشقي علىَّ ثوبك حزناً
لا ولا تذرفي الدموع السخينة
*
غالبي اليأس واجلسي عند نعشي
بسكون إني أحب السكينة
*
إن للصمت في المآتم معنً
تتعزى به النفوس الحزينة
*
ولقول العذال عنك ( بخيل )
هو خيرٌ من قولهم ( مسكينة)
*
وإذا خفت أن يثور بك الوجد
فتبدو أسرارنا المكنونة
*
فارجعي واسكبي دموعك سراً
وامسحي باليدين ما تسكبينه
***
يا ابنة الفجر من أحبك مـَيـْتٌ
ولأنت بمثل هذا مهينة
*
زايل النور مقلتيه وغابت
تحت أجفانه المعاني المبينة
*
فأصيخي ! هل تسمعين خفوقاً
كنتِ قبلاً في صدره تسمعينه
*
وانظري ثم فكري كيف أمسى
ليس يدري عدوه وخدينه
*
ساكتاً لا يقول شيئاً ولا
يسمع شيئاً وليس يبصر دونه
*
لا يبالي أأودعوه الثريا
أو رموه في حمأة مسنونة
*
وإذا الحارسان ناما عياءً
ورأيتِ أصحابه يتركونه
*
فتعالي وقبّلي شفتيه
ويديه وشعره وجبينه
*
قبل أن يسدل الحجاب عليه
ويوارى عنك فلا تبصرينه
*
واحذري أن تراك عين رقيبٍ
ولئن كان جل ما تحذرينه
*
فإذا ما أمنتِ لا تتركيه
قبلما يفتح الصباح جفونه
*
وإذا الساعة الرهيبة حانت
ورأيتِ حراسه يحملونه
*
وسمعت الناقوس يقرع حزناً
فيرد الوادي عليه أنينه
*
زودي الراحل الذي مات وجداً
بالذي زوّد الغريق السفينة
*
نظرةٌ تعلم السماوات منها
أنه مات عن فتاة أمينة
***
طوت الأرض من طوى الأرض حياً
وعلاه من كان بالأمس دونه
*
واختفى في التراب وجه صبيحٌ
وفؤاد حيٌ ونفسٌ مصونة
*
وإذا ما وقفتِ عند السواقي
وذكرتِ وقوفه وسكونه
*
حيث أقسمتِ أن تدومي
على العهد
وآلى بأنه لن يخونه
*
حيث علّمته القريض فأمسى
يتغنى كي تسمعي تلحينه
*
فاذكريه مع البروق السواري
واندبيه مع الغيوث الهتونة
*
وإذا ما مشيتِ في الروض يوماً
ووطأت سهولة وحزونه
*
وذكرتِ مواقف الوجد فيه
عندما كنت بالهوى تغرينه
*
حيث علّمته الفتون فأضحى
يحسب الأرض كلها مفتونة
*
حيث وسدّته يمينكِ حتى
كاد ينسى شماله ويمينه
*
حيث كنتِ وكان يسقيكِ طوراً
من هواه وتارةً تسقينه
*
حيث حاكَ الربيع للروض ثوباً
كان أحلى لديه لو ترتدينه
*
فالثمي كل زهرة فيه إني
كنتُ أهوى زهوره وغصونه
*
ثم قولي للطير : مات حبيبي!
فلماذا يا طير لا تبكينه ؟
*
وإذا ما جلستِ وحدك في الليل
وهاجت بك الشجون الدفينة
*
ورأيت الغيوم تركض
نحو الغرب ركضاً
كأنها مجنونة
*
ولحظتِ من الكواكب صداً
ونفاراً وفي النسيم خشونة
*
فغضبتِ على الليالي البواقي
وحنيتِ إلى الليالي الثمينة
*
فاهجري المخدع الجميل وزوري
ذلك القبر ثم حيي قطينه
*
وانثري الورد حوله وعليه
واغرسي عند قلبه ياسمينة
*
***

الأخبار