السبت، 20 مارس 2010

أعرفه أكثر من ذاتي !

*
أعرف عبدا من عباد الله يولد الليلة للمرة الثانية والعشرين : لا يخالف نواميس البشر ؛ فيعترض على سرعة العد وبطء النوال : لكن نواميس البشر تخالف ناموسه الشخصي ؛ فتغرس في وعائه من الطفولة نقاءها ، ومن الشباب حماسته وشغفه بحياة غير ودودة ، ومن الشيخوخة همها واحتمالها ... هكذا يعرف عن نفسه (كما أخبرني) .
*
أعرف عبدا من عباد الله ينهي صفحة من صفحات عمره كاتبا ؛ فتردها له الذكرى قارئا ، ويختم حلقة من حلقات حياته منتجا ومؤديا ومخرجا ؛ فيكررهها له الأثير مشاهدا وناقدا .
*
أعرف عبدا من عباد الله تعلم في الحياة في بضعة شهور ما لم يتعلمه في خمس قرن من الزمان ، فصار احتفاله بالميلاد الجديد ملحمة تليق به وحده ، وبخاصته وحدهم ، وبالقبح والجمال وحدهما ، وبالموت والحياة وحدهما ! ماذا بقي إذن ممن لن يحتفل معه وبه ؟! ربما بقي فقط ألا يفكر في من بقي أو ما بقي !
*
أعرف عبدا من عباد الله علـَّمه القرب جمال الحب ، وعلمه البعد حقيقة الحب ، فصنع في القرب ما سماه "أغلى الأحباب" ، وفقد في البعد "أغلى الأحباب" اسما ، ليكسب الحقيقة ، لم يكن مغفلا حين قرب إليه من اكتشف أنه لا يستحق ؛ فالخير مِن الخيِّرين سبيل ومشاع للقريبين والبعيدين ، لكنه خسر الكثير حين لم ينتبه إلى أمه ، وكسب الكثير حين سألها عبر العنكبوتية ذات يوم : هل في قلبك غضب مني قد يكون حائلا بيني وبين تحقيق ما أريد ؟ فقالت له : رغم أن الكلام معك كان لا يوصل إلى (عقاد نافع) وأنك متفلسف أكثر من الطبيعي ، لكنني أشهد أنك الوحيد الذي لم يَعلُ صوتـُه عليَّ ، وأنك سندي في الحياة ، وأنك "أغلى الأحباب" ...
فرق كبير بين أغلى الأحباب هناك وهنا .
*
أعرف عبدا من عباد الله خسر قلبا أعز عليه من روحه ، ليفتح الله له كل القلوب ، ويحبب فيه كل من يقابله ، حتى تلاميذ وتلميذات الصفوف الأولى الذين تدرس لهم المعلمات كانوا يطلبونه بمجرد لقاء واحد معه ، وكأنهم وجدوا فيه شيئا ليس في الآخرين ، وكأنه تعويض الله الأحلى والأطيب والأحن دائما ،
تعلـَّم كل الثنائيات والمتناقضات التي يفرضها الواقع ، لا الثنائيات التي يلجأ لها البلاغيون ليصنعوا محسنا بديعيا اسمه الطباق أو المقابلة ، فخلف البعد قرب ، وخلف الإغلاق فتح ، وخلف الفقد وجود ، وخلف الموت حياة ، حتى أصبح يتفائل بالمحن لأن التأمل الزماني أو المكاني .. الفطري أو المفتعل : سيتفتق عن منح عظيمة ، حكمة لا تـُعَلـِّمُه إياها الفلسفات ولكن تعلمه إياها الصدمات والوعكات .
*
أعرف عبدا من عباد الله دعا ربه من كل قلبه فلم يستجب الله له ، وانتحر بأقصى ما يستطيع من طرق فعذبه الله بمحاولة الموت لكنه لم يقتله ،،، ظنها في البداية كارثة كونية ، ثم اكتشف أنها فرصة جديدة للحياة ،
قرأتُ في مذكراته دعاء حزينا يفيض بالرجاء ، استجاب الله ما وراءه من حب للخير والحياة ، ولم يحقق مضمونه الحرفي ؛ فكان ما شاء الله أجمل كما هو الأجمل دائما .
"
اللهم إن في قلب عبدك وفي قلب أمتك مضغتين تهفوان إلى إلفهما في غير معصيتك فاجمع بينهما قريبا على طاعتك
اللهم إنه لم يخلق الحب إلا أنت ولم يرزق عباده بالحب إلا أنت فاجعله نعمة لا نقمة واجعله سقيا وريا لا عطشا وظمأ
اللهم أنت تعلم ولا أحد يعلم إلا أنت وأنت تقدر ولا يقدر سواك فافعل بنا ما ينقذنا مما نعاني وما يكون خيرا لآخرتنا ودنيانا
اللهم إن حبنا إياك قد جمعنا قبل أن يجمعنا حبنا إيانا فاجعل هذا الحب بركة تحل علينا وطمأنينة تغمرنا ودفئا يضمنا وسكينة تملؤنا وصبرا يحملنا على كتفيه حتى تهب أحلامنا أرضا وأقداما ، وبيتا يجمعنا بين جنبيه حتى يكون لنا بيت فنحبك فيك ونعبدك فيه بالحب
اللهم إننا نشهدك وأنت الأعلم أن بين ضلوعنا ما لو أطلقناه في غابات الأرض لأحرقها عن آخرها وما لو صببنا عليه كل بحار الدنيا ما زادته إلا اشتعالا وليس لنا حيلة في ما لم نخلق بيدينا إلا أن نستعين بك ونتقوى بحولك وقوتك ؛ فلا تخذلنا ، ورقق لنا قلوب من جعلت أرواحنا بأيديهم فهم عبيدك كما نحن عبيدك
اللهم إنهم لا يقولون ولا يحكمون وإنما هي كلمة أنت قائلها على ألسنتهم فاجعلها بردا وسلاما على قلوبنا
اللهم إن للساعات والدقائق والثواني آلاما لا يعلمها إلا أنت فاخلق لنا من لدغ عقاربها شفاء لا يعلمه إلا أنت ، أو شفاء نعلمه ونتمناه وليس كبيرا على قدرتك التي خلقت السماوات والأرض في ستة أيام
اللهم كم دمعة لم تمسحها يد لحبيب وكم فزعة لم يطمئنها وجهه ولا صوته فكن يدنا التي نمسح بها وكن ملاذنا واطمئناننا واجعل من أبوتنا وأمومتنا ليتمنا كفالة
اللهم آنس وحشتنا واملأ وحدتنا بذكرك ورقنا إلى قمة حبنا لك وإيماننا بك كما رقيتنا إلى قمة حبنا لنا وإيماننا بنا
اللهم إننا لا نجرؤ على أن نعصيك بعد أن ذقنا حلاوة قربك لكن النار اشتدت علينا ولا نستطيع إلا أن نسألك أن ترزقنا بقوتك قوة القرب والتوحد
اللهم إن الدنيا لن تخسر شيئا إذا قضيت علينا - وما أعدلك في كل حال - ألا نتزوج لكننا سنخسر كل شيء فإن أمرت بذلك فأذن لنا أن نترك الدنيا كما تركتنا ولا تطل بقاءنا فيها واجعل لقاءنا عندك في ساعة واحدة وفي لحظة واحدة حتى لا نتعذب بالبعد ثم الفراق
اللهم إني لا أخجل بين يديك مما ليس عيبا فلو كان الحب شرا أو سبة لما عرفناك بالحب ولا عبدناك به .
اللهم إن في القلوب أضعاف ما نبوح به إليك وفي رحمتك أضعاف ما نتمني وأنت عليم بما بنا وقدير على ما نشاء إذا شئت فاستجب فأنت أهل لذلك ولسنا أهلا إلا لضعفنا وحاجتنا أو قوتنا بك واستغنائنا عمن سواك إنك على ما تشاء قدير

"
ومر الوقت ، ولم يتحقق له الحلم ، لكن لم يمت أحد ولم يتمنَّ أحد أن يموت ، ليثبت الواقع حكمته الأقوى من كل عواطف الصادقين ومن برود الآخرين .
*
أعرف عبدا من عباد الله يعرف الآن قدْر نفسه بعدما تحقق من قدر الآخرين الغالين أو التافهين ، ويعامل نفسه باحترام أكبر وبحب أعمق .. حبٍّ يجبره على حب من يستحق فقط ، وعلى تقدير من يستحق فقط .. يشكر لنفسه أن ما أودي به سابقا ليس الخبث والأنانية ، وما سينقذه لاحقا ليس الاحتيال وسوء المقصد .
*
أعرف عبدا من عباد الله لو مات الآن ، فتراثه لن يساوي ملايين الأجزاء من حلمه الكبير ، ولن يقبل على الله إلا بذنوب عظيمة وطاعات قليلة ، لكن عُدَّتـَهُ فيما سيأتي من زمن أنه ترك في الكثير من القلوب حبا كبيرا صادقا ، يجعله راضيا عن حياته ، وطامعا في رحمة الله .
*
أعرفه معرفة أكبر من معرفتي بذاتي
***
إسلام هجرس
ليلة 21/3/2010م

الجمعة، 19 مارس 2010

...

*
عندما يقترب يوم مولدي تتعدد الاحتفالات والعزاءات بين الهم الخاص الخاص والهم العام الخاص
.
مبلادي
.
وعيد الأم
.
واستشهاد الشيخ المجاهد أحمد ياسين
.
وبداية بناء اليهود عليهم لعنة الله للهيكل المزعوم
*
أول عمل لي
.
أول يوم ميلاد لي بعيدا عن الأهل والأحباب
.
وأشياء أخرى
...
..
.

ولأنها مناسبة مهمة في حياتي بكل تأكيد خاصة في هذا العام المليء بالمفاجآت السعيدة وغير السعيدة بالنسبة لي ؛
فلن أخصها بتدوينة واحدة
*
هذه التدوينة الأولى
.
مجموعة تنويعات إنسانية على وتر المشاعر
.
من تعاطف معها فله وردة شكر وود
.
ومن لم يتعاطف معها فله وردة أيضا ، وكلٌ أعلم بما يحمل من أسى وبهجة
.
ويكفيني لأشكره مودة الحضور


كنا حبايب




أنا نسيتك

السبت، 13 مارس 2010

مع الطلاب (مواقف طريفة)

سلسلة "معهم"
الجزء الأول : "مع الطلاب"


لم نكن طلابا ملائكة حتى ننتظر من طلابنا أن يكون أقل شيطنة الآن وبعد عشرة أعوام من ألفية جديدة مفعمة بقفزات جيلية واسعة كثيفة ، وحين كنا نطلب من أساتذتنا وأهلينا أن يقتربوا من فلسفتنا ويتفاعلوا معها -إن لم يدينوا لها مجبرين أو مختارين- : لم نفترض أن الطلب ذاته سيطلبه منا آخرون في صيغة جبرية بحتة ، متعالية رغم عشوائيتها وضعفها الظاهري والحقيقي .

ولو اعتبرنا ما يقدمه لنا الجيل الحالي من (شقاوة) غير مسبوقة نوعا من أنواع الإبداع فإن الجيل الحالي مبدع بكل تأكيد ، إبداعا يقدم مادة جيدة للحكي والكتابة ، ويغري بالنقل –ليس على سبيل التسلية وحسب– وإنما أيضا على سبيل التعلم والاستفادة ، فهو علم ينفع والجهل به يضر أحيانا ، مهما اختلفنا حول أهمية مضمونه مقارنة بموضوعات أخرى أكثر سخونة وإلحاحا .

في صورة سلسلة غير دورية : سأقدم بمشيئة الرحمان مجموعة من المواقف التي تعرضت لها خلال عملي كمعلم بمدرسة ثانوية بالكويت ... معلم عمره اثنان وعشرون عاما .. أصغر من بعض طلابه سنا ؛ نظرا لظاهرة الرسوب المتكرر (للطلاب وليس المعلم) ، وأضعف من أغلب طلابه جسدا ؛ لأنها إمكانيات J، ولأن السن يفرض ذلك بالتأكيد، معلم يبدأ حياته المهنية وفي رأسه نظريات تربوية صدع الأساتذة بها الأمخاخ والعقول طوال فترة الكلية ، ليرى واقعا مختلفا تماما ، يتساوى في المسكنة أمام مفرداته العظماء من المعلمين علما وسنا وجسما وشخصية وعقلية، والضعفاء منهم في أيٍّ من هذه المقدرات التي يجب أن يمتلكها المعلم والطبيب البيطري على حد سواء .

لن يغيب بالتأكيد عن جو العرض مراعاة اختلاف طبيعة الطالب الكويتي أو الخليجي عن الطالب المصري ، اختلافا لا نقصد به الأفضلية أو ضدها ، بل نقصد به الاختلاف فقط ، ما تفرضه طبيعة البيئة والتربية والخلفيات ، هذه هي القاعدة العامة الوحيدة التي سنفترضها في البداية ، ثم نقول بعدها : إن كل موقف معبرٌ عن ذاته ، لن نريد به التعميم ولا الإساءة بأي صورة من صورها ، واللحظة التي نزعم فيها أننا شجعان وقادرون على توجيه النقد لمن نريد : هي ذاتها اللحظة التي نتحرى فيها الموضوعية والبعد عن الخطيئة المنهجية شديدة الشيوع : وهي التعميم دون اختبار العينات ، كأن يقول شخص : المصريون كذا أو الأمريكان كذا.

مع الطلاب ، مع الطالبات ، مع المعلمين ، مع الناس ، سلسلة تمزج بين صفة المذكرات وصفة المقال التأملي ، دون التحقيق الكامل لهذا المزيج في كل حرف من حروفها ، هي مساحة حرة للكتابة والتحاور مع سذاجة الواقع الداخلي والخارجي .. الشخصي والعام ،

باسمك اللهم نبدأ :

( * )

السن الصغير والمظهر الطفولي هو أول تحدٍّ مع الطلاب .
– مفردة التحدي مفردة حقيقية الدلالة ، فالطالب يفرض على المعلم جوا من الندية يتعالي عليها المعلم أحيانا ؛ لينزلق فيها من باب رد الكرامة أو الموقف التربوي ، ولو تناولها ببساطة؛ فلن يحملها أكبر من كونها المباشر،
وإننا لنجد بين الأخ الكبير والصغير صراعات ودودة وحامية ، وبين الآباء والأبناء صراعات مثلها ، وبين المعلم الأسطورة والطالب العصفور مثلهما ، فلا مانع من نشوبها بين المعلم الصغير والطالب العجوز-
المهم أن نظرة الطلاب الدائمة لي كطالب مثلهم كانت أزمة في الأيام القليلة الأولى ، تفاعلت معها فلم أجبر الطلاب على تعظيم وهمي ، ولا احترام زائد متكلف ، كنت أقنعهم أن الإنسان يحترم من هو أصغر منه سنا ومقاما انطلاقا من احترامه الشخصي لا احترام الآخرين، الأطرف من تحليل الظاهرة ورد فعلي هو بعض التعليقات والمواقف التي حدثت وتحدث يوميا حتى الآن وبعد فترة قليلة من التحاقي بهيئة التدريس J :

( الموقف الأول )

فتح طالب عليَّ الفصل مرة ، وقال لي : سؤال يا أستاذ .. ممكن؟ قلت له : تفضل ، قال : انت من أي روضة جاي ؟؟ قلت له : انت اللي ساقط عشان كدة حاسس انك عجوز وحاسس اني صغير ، وبعدين انا ممكن اقوللك انا من اي روضة جاي ، بس انت اللي هتزعل ، ايه رأيك اقول ولا بلاش ؟! (وغمزت بعيني) ، فقال لي : لا بلاش يا استاذ ، وخرج مرة أخرى من الفصل ..
طبعا لم يكن على بالي أي مكان ، لكني أعرف الأفكار السيئة التي قد تخطر على بال طالب مراهق من عينة الطلاب التي أدرس لها ، فكان التهديد المراوغ رادعا عن تكملة الحديث .

( الموقف الثاني )

سمعت طالبا ذات مرة يقول لزميله : هو ده استاذ ولا طالب ؟ قال له : استاذ ودخل لنا اليوم ، قال له : بس ده صغير قوي انا شاكك انه طالب ، فقال له : انت مش شايف لبسه ، لو طالب ايه اللي هيلبسه كده ؟!
أنقذني في هذا الموقف الفرق الواضح بين اللبس الملكي واللبس الميري J

( الموقف الثالث )

الضحك الدائم بمجرد دخولي الفصل ، ليس سخرية من شكلي والحمد لله J فالاهتمام بالمظهر والثقة بالنفس من أهم صفات المعلم الناجح ، ولكن لعلامات السن الواضحة ، خاصة أن أول سؤال يسأله الطلاب : كم عمرك يا أستاذ ، فأطرح أنا عليهم السؤال : كم تظنون ؟ البعض (يستظرف) ويقول : أربعة عشر عاما أو أقل ، لكن كل من حاول التوقع بجدية لم يعطني أقل من خمسة وعشرين ، بناء على اعتقاد أن المعلم لن يكون أقل من هذا السن ، تفكير مفيد لي جدا ، حيث كنت أكذب كذبة بيضاء وأقول لهم : أنا فعلا عمري خمسة وعشرين ، لنبتعد عن الكذب تماما وتصنيفه إلى أبيض وأسود : بالتأكيد عمر كل إنسان قد يكون خمسة وعشرين وحدة ليست هذه الوحدة بالضرورة سنة .. قد تكون (25 مضروبة في عشرة شهور مثلا) ، وهذا ما أنويه لأتحاشى الكذب .

على كل حال هي منطقة رائعة للضحك حتى مع المدرسين الزملاء الذين يعتبرونني ابنا لهم أو أخا أصغر ، شعور لن يدوم طويلا؛ لذلك لا مانع من الاستمتاع به حتى أستطيع التصالح مع الأيام المستقبلة التي سأتذكر فيها نفسي عندما كنت يافعا J .


(**)

(الموقف الرابع)


قال لي طالب : استاذ هسألك سؤال بس بلاش تهرب من الإجابة ، قلت له : أنا أهرب منك انته في إجابة سؤال؟!!! ، عموما اسأل ، فقال لي : مصري + فول = كام؟؟ فقلت له على الفور ودون تفكير : يساوي أحمد زويل .. مصطفى مشرفة .. عباس العقاد .. محمد الغزالي .. مجدي يعقوب .. يوسف القرضاوي .. متولي الشعراوي .. عايز كمان يا حبيبي ؟! فلم ينطق الولد ، فقلت له : قول لي انته بقى : كويتي + كبسة = كام ؟؟؟ فلم يستطع الولد أن ينطق ، ولكن لمحت في عينيه إعجاب شديد وازبهلال رغم أنه في موقف إفحام شديد ، فقلت له : كبسة ، اقعد بقى .
كما قلت في البداية لا أعمم هذه النظرة على الشعب الكويتي ففيهم الكثيرون يقدرون مصر وريادتها وشعبها بشكل واضح ومعلن ، هو مجرد موقف فردي .


( الموقف الخامس)

قال لي طالب : استاذ انا بروح مصر (وغمز بعينيه) طبعا في الفصل وأمام الطلاب ، فقلت له : تقصد شارع الهرم يعني ؟ فقال لي : تماااااااااام ، فقلت له فورا : الزبالة مش بتلم غير دبان ، فقال لي : يعني ايه ؟؟ فقلت له : يعني مصر فيها مكتبة الاسكندرية وقلعة محمد علي والازهر وحاجات كتيرة ، انت اخترت لنفسك المكان اللي يشبهك بمعنى الشبهة وبمعنى الشبه ، ومين قال ان الارض اللي فيها بيت الله مافيهاش دعارة ؟ ورغم ذلك فهي اطهر ارض ، واللي بيمارس فيها الدعارة بيدنس نفسه فقط مش بيدنس الارض الطاهرة ، فقال الولد : استاذ انا مبروحش شارع الهرم ولا حاجة بس حبيت استفزك واتمنظر قدام زمايلي ، قلت له : اديك خليت منظرك عرة ، حد يتمنظر بحاجة زي دي ؟!

هذه هي الحلقة الأولى من الجزء الأول : (مع الطلاب) من سلسلة (معهم) ...
أستكمل الأجزاء التالية تباعا بإذن الله تعالى

إسلام هجرس
13/3/2010 م

الأخبار