الأربعاء، 18 مايو 2011

تخلعلي عين واخلعلك عين !







تخلعلي عين واخلعلك عين !
هي معركة افتراضية .. بين عدُوّين في غاية اللطف والشراسة .. أحدهما يقول: أنا ربكم الأعلى .. والآخر يقول: ما علمت لكم من إله غيري، في حين أن وجودَهما رهين بإشارة الفريسة .. تستدعيهما كعفريتَيْ إبريق .. وتصرفهما كخادمَيْ (شيخ غفر) ترك السلطة (تكبيرًا للدماغ).
اتفقا - كمبادرة تحضُّر- على التصالح .. وفاءً لسيدهما الضحية .. الذي أنهَكـَتْه حروبُهما الدائمة .
• قال الأول: أنا (كأملٍ سابق) أستطيع أن أكون يأسًا تدريجيًّا؛ أقوم بتنحية الأجيال التالفة من الخيال المعوِّق، فأكون سرابًا يَفقد به صاحبنا – المسكينُ – صبوتَه إلى الريّ ؛ بتراكم هزائمه الصغيرة.

• فقال الثاني: أحسنت صنعًا؛ فما أراك إلا قطعة حلوى .. تراوغ مشتهيها؛ إذ تأسره بحلاوتها .. وتلوّح له بأذاها على أسنانه، ثم تنصرف دامعة، فلا يراها إلا عاشقةً فدائيةً، تضحي من أجل من تعشقه، فيسكب دمعته في امتنان .. راضيًا بحرمانه من نشوتها المؤذية.

وما أراك إلا فيلسوفًا يقنع الأسد الهادر بين ضلوع صديقنا – الطيب – بأن يتنازل عن اسمه، عسى أن يُسَمَّى ب"أبي الأشبال" .. في الموسم القادم لتوزيع الهويات مجانًا على فاقدي هوياتهم.

وما أراك إلا موتًا رحيمًا، يغرس أجهزةً اصطناعيةً محل أعضاء الجسد، فإذا رسخت عقيدة الجسد البديل سَحَبْتَ أجهزتك في خفةٍ بهلوانيةٍ .. تُجَنِّبُ القتيل وصمةَ أن يكون ضحية، وتخطفه في غفلةٍ من الآهات.

قال الأول: أبليتُ بلائيَ الحسن، وما أظن استعراضك لعظَمتي إلا هروبًا مدهونا بطلاءٍ لصِّيِّ النكهة، أخبرني عن عطائك يا سيد المنطق !

• قال الثاني: أنت تلميذ نجيب لأستاذيتي الوقورة؛ فإذا كنت تستعيرني لتُحَلِّي هزيمتكَ المُرة، فأنا أستعيرك لأقبض على الانتصار الصعب.

أنا (وإن كنتُ يأسًا سابقًا)؛ ففي باطني أملٌ مؤجل، يُخَرِّج أجيالًا صالحةً من الحلم الطازج، ويراهن على مستقبل نزيه: حضوره يسر، وغيابه لا يضر.

أجاهد في حيلتي؛ لأخرس ثرثرة القلب، وأنقل محل إقامة العيون من بين أمواجه اللحوحة، إلى مظلة الميدان .. بطلقاته الصريحة.

أنا حقنة صبر على انتظار ما سيأتي، وأنت مخدر لنسيان ما ذهب ولن يعود.

أنا زرع لعضو تَلَفَ سلَفُه، وأنت بترٌ لعضوٍ لا يُنتَظَرُ خَلَفُه.

أنا أجعل من صاحبي (نمسًا لابدًا في الذرة)، وأنت تجعل منه (مدمنًا في مصحة يعالِج أعراض الانسحاب).

لم يكملا حوارهما .. إذ تبرَّم منهما سيدهما – الخروف – حين سمع أزيزًا خلف أزرار جلبابه، فاستدعاهما في سيادة شحاذِ على زوجتِهِ المطيعة، وقال لهما:
"أيها التافهان .. اقتلاني بصمت، ووفرا ثرثرتكما لمن ألْجَأني إليكما، وعساكما تحرزان في غيابي ما لم أحرزْه في حضوري"
إسلام هجرس
16/5/2011م

الاثنين، 7 مارس 2011

......

هناك شخص وحيد لا تتجملُ أمامه أبدا لأنه يراك أجمل مما ترى نفسك .. ولا يحتاج لنقصك أي مكملات لأنه يحب مظاهر نقصك قبل مظاهر كمالك .. تشعر معه بأن كلمة أمان لها معنى .. تراه النموذج الذي يجب أن يكون عليه شريك الحياة .. ويراك أكبر من أحلامه .. لا يكتمل يقينك فيه إلا بأن تفقده .. لأنه الشخص الوحيد الذي لا تحتمل الحياة أن يكون لك وتكون له :):(




أنا كنت عيدك
***


لما الشتا يدق البيبان
***

يا ساكنة ف دمعي وف ضحكي
***


ازاي تكون انت
***


لو تعرفي
***

الحب الكبير لا يختار له إلا ألمًا كبيرا يليق به
لكنه يشبه بتر عضو تحت أثر مخدر موضعي ومخدر إيماني
ترى بعين وتتحسر حسرة افتراضية دون صراخ

الأربعاء، 2 فبراير 2011

لا داعي للسهوكة يا ست منى !!!


بدون مقدمات ...
مبارك لم يختر مصلحة مصر، وإنما اختار الأستر لمنظره والأقل غرامة .. هو كان بين أربعة اختيارات .. أن يظل في الحكم غصبًا، أو يعد المصريين بأنها الفترة الأخيرة له - كما صنع، أو يبدأ فورًا في التنحي ونقل السلطة سلميًّا عن طريق انتخابات حرة، أو يهرب .

الاختيار الأول كان سيأتي برأسه .. وهو اختيار شخص شديد الحماقة .. والمعروف أن مبارك أحمق بما يؤهله لما وصل إليه الآن فقط، وليس لما هو أكثر من ذلك .

الاختيار الثاني، وهو في مصلحته الشخصية فقط، فهو به سيبتعد عن المساءلة، اعتمادًا على خداعه لعدد ما من الشعب ممن ستنطلي عليهم الخدعة، وتخطيطًا لاستثمار الوقت الذي كسبه بما يقلل من إداناته ويعمق من إنجازاته (من خلال توظيف عاطفية الشعب المصري المعروفة) ، وسيحتفظ بقليل من ماء وجهه (المزعوم)، فبدلًا من الخروج مطرودًا يخرج بإرادته وقراره - كما يرى هو ومن حوله من الذئاب الذين خططوا لهذا الخروج السالم، بما يؤمنهم هم أيضًا (زكريا عزمي وسرور وباقي شلة الخنازير) .

ذكرني بمحمد هنيدي في فيلم جاءنا البيان التالي عندما تفاوض مع الصحفي الشهير الذي تنازل عن فضحه لقضية الفساد (لأنهم مسكوا عليه ذلة) فطرده من البيت رافضًا العرض، فقال هنيدي : يادي الكسوف ، طيب يا أستاذ فؤاد أستأذنك بقى يا دوب ألحق المعاد .

الاختيار الثالث، وهو مصلحة الوطن، الأقل ضررًا، والأكثر استجابة لرغبة الناس، والأسرع إنجازًا، لأن بعده خطة عمل تصورية، تبدأ بحل المجلس المزور، وعمل انتخابات جديدة لمجلس الشعب بإشراف قضائي، ثم تعديل مواد الدستور المقيدة للحريات، خاصة ما يتعلق بتكافؤ فرص الترشح لرئاسة الجمهورية وضمانات عدم التزوير .

لكن هذا الاختيار سيضيع على مبارك فرصة الخروج الأستر لكرامتة (المزعومة كما قلنا)، وقد يضعه تحت المساءلة والمحاسبة، هو وعصابته التي تخطط له، وهو ما يجعله حلًّا لا يأتي اختيارًا، وإنما انتزاعًا، من خلال استمرار مسيرة الانتزاعات المتتالية، وعدم الانصراف والاقتناع بالخدعة المحبوكة.

الاختيار الرابع، وهو مضر لكل الأطراف، من جهة مبارك : لن يتناسب مع طبيعة المصري - محب الفشخرة ، عاشق المنظرة، ورغم تاريخه المشين جدًّا ، ورغم المزبلة اللوكس التي تنتظره (مزبلة التاريخ أقصد)، فلن يقبل إلا أن يدخلها من باب التضحية والتفاني في خدمة الوطن، ولن يقبل أن يكون بصقة أثقلت ريق الشعب فتخلص منها بكل بساطة .

مضر أيضًا لمصر كوطن، حيث سيضع البلاد في فوضى كبيرة، تبعًا لاختلاف العقليات والأغراض والمصالح داخليًّا وخارجيًّا.

هو في كل الاختيارات واقع تحت ضغط وضرر، لكنه اختار الأصلح لنفسه فقط، هو يكلل مسيرة الدكتاتورية وحب الذات التي تبناها طول حياته ، وإن اختلفت الأسماء والعناوين .

لذلك لا داعي للسهوكة يا ست منى الشاذلي ، والبكاء تأثرًا .. مبارك لم ينقذ مصر وإنما... أنقذ نفسه (ما يمكن إنقاذه منها)، وإن كان هناك من بكى مثلك تأثرًا؛ فسيظل عذره أنه ليس من الصفوة الذين يضطلعون بمهمة توجيه المجتمع، والفهم نيابة عنه بداية ثم تفهيمه وتوجيهه لتكون تبعية مبصرة اطرادًا .

لا أقول أنك متواطئة ولا ساذجة، لكنك شديدة الرومانسية يا عزيزتي، بما لا يناسب التعامل مع الخنازير.

سأظل أدعو إلى استمرار الثورة الشعبية الرائعة حتى تصل البلاد إلى وضعها الأفضل، وعوائق التنفيذ المتوقعة لن تكون في يوم من الأيام شائنة لشرف الحلم وطهارة المسعى.

الأخبار