الاثنين، 23 يونيو 2008

لا تقولوا وداعا ...


لا أدري تحديدا ما الحالة النفسية التي أعيشها قبيل انتهاء الفترة الجامعية الصاخبة التي مرت بسرعة البرق ،
ولم تترك إلا القليل من المعلومات العلمية والأدبية ،
والكثير من الذكريات الجميلة والسيئة ، والخبرات الجيدة والرديئة .
بلفظ آخر لا أستطيع أن أحدد الشعور الذي ينبغي أن أعيشه ،
فهل أفرح لأنني خرجت من عنق الزجاجة كما يسمونها دائما ،
أم أحزن لأنني سأخرج منها إلى سجن أوسع وأكبر لكنه أشد قيدا
ألا وهو سجن الحياة بكل معطياتها .
هل أفرح لأنني انتقلت رسميا من مرحلة الطفولة التي طالت حتى ملتنا ومللناها ،
أم أحزن لأنني سأدخل مرحلة التكاليف والإحباطات الحقيقية لا التجريبية .
ربما أستعير لفظ الشاعر الرائع بشارة خوري لأرسم لوحة شبيهة بما أنا - والكثيرون من أصدقائي - عليه الآن ،
يقول بشارة خوري :

يبكي ويضحك لا حزنا ولا فرحا

نعم
الكثييييييييييييير من الأشياء تدعو للفرح ،
والفرح الحقيقي الذي طالما انتظرته وانتظره كل من هم في مثل حالتي .
والكثيييييييييير من الأشياء تدعو للحزن ،
والحزن الحقيقي الذي طالما انتظرنا ، وحاولنا تأجيله لكن لم نستطع ، فهي سنة الحياة .

قلت لصديق لي : بعد أيام معدودة على الأصابع سيحصل كل منا على لقب " عاطل بجدارة "
قال لي : دعك من هذا التفاؤل ، فليست الحياة مضمونة بهذه الصورة.
قال صديق آخر له : وضح كلامك أكثر ، فما وجه التفاؤل في كلامه ؟!
قال له : إنه يفترض أنه سينجح في امتحانات الفرقة الرابعة ، وسينتقل بكل سهولة إلى التخرج
قلت له : جازاك الله ، وكأن حلم أن يكون كل منا عاطلا أصبح حلما صعبا ،
اطردوا هذا المتشائم من بيننا ، فلسنا نحتاج إلى شحنات أخرى منه ، نحن فقط نصدره إلى الآخرين .
هذه إحدى اللقطات السريعة التي قد ندخل من خلالها بسهولة إلى نفسية شاب
قضى على الأقل خمسة عشر عاما في التعليم ،
ينتظر بعدها مستقبلا مليئا بالمفاجآت ، أو ينتظره مستقبل مليء بالصدمات والإحباطات .
الإحباط الأول : سوق العمل الراكد الذي لم يترك الفرصة لمن سبقوه حتى يقدمها له ولو على طبق من بلاستيك .
الإحباط الثاني : انعدام مقدراته المادية والمهارية أمام كل أنواع المهن والوظائف الممكنة .
الإحباط الثالث : ضغوط الأسرة التي تشبه إطلاق الرصاص ،
وكأنك أنت المسئول الأوحد عن ظروف البلد السيئة ،
وكأنك شخص بليد المشاعر منعدم الرجولة ، تحب فقط أن تستهلك لا أن تنتج ،
وتنسى الأسرة دائما أنك بنسبة 99% مجني عليه لا جاني ،
لكنها تتذكر فقط أنها هي الأخرى لم ترتكب جرما ، وإنما هي أيضا مجني عليها ،
وأن وقت الحصاد الذي طالما انتظرته صعب المخاض وربما مستحيل .
الإحباط الرابع :
الإحباط الخامس :
الإحباط السادس :

أكملوا أنتم ، فبالفعل ما أسهل أن نرفع الواقع الأليم الذي لا يبخل أبدا بهداياه القيمة لنا .

هذا وجه من وجوه قراءة الأيام المقبلة .

وجه آخر : وهو وجه الأحلام والطموحات التي لا حدود لها
سفر إلى بلد عربي أو أجنبي ،
مشروع يبدأ صغيرا ثم يكبر ،
استكمال الإنجازات العلمية : ماجستير دكتوراه .......... ،
ارتباط أسرة حبيبة أطفال ...... ،
تحقيق أكبر للذات وانطلاق في الحياة واستحضار الأشخاص الناجحين بإمكانياتهم الشبيهة بإمكانياتنا ،
وهممنا التي لا تقل عن هممهم ،
وأحلامنا التي تشبه أحلامهم في نبل مقصدها ولامحدوديتها ،
وعالم روحي يجمع توفيق الله لنا وحبنا للحياة الجميلة الكريمة ،
ورغبة في أن نكون إيجابيين يغيرون واقعهم وواقع الآخرين
لا يركنون إلى صعوبة الواقع وإحباطاته
واستحضار محاسبة الله على الأعمال لا النتائج
وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملا.


لعلها نظرة أخرى أجمل للحياة القادمة
وما بين النظرتين هي المساحة المأهولة بالشباب ،
تضمهم بين طياتها بقسوة وحنان اقترابا وابتعادا من الأمل أو اليأس .

نظرة أخرى إلى عشرين عاما مرت بكل أحداثها كانت لك وحدك ،
أنت سيد نفسك وسيد غيرك ، الكل يسعى لتحقيق ما تريد ،
العشرون التي تليها ستكون لك ولغيرك تحقق أحلامك وأحلام زوجتك وحبيبتك ،
وتسعد أطفالك ، وتريح أباك وأمك من عبئك إن لم تكن سندا حقيقيا لهما ،
ثم تليها عشرون أخرى لمن يمد الله في عمره لا تكون فيها لنفسك أبدا بل تكون لغيرك .

نقف على حافة عشرين مضت وعشرين ستأتي ،
ننظر إلى ما مضى فنضحك على لحظات الطيش والجنون والمراهقة والاستعباط وال...............
إلى آخر عبارات هذا الحقل الذي لا غنى عنه دائما ولكن بنسبته التي لا تخل ،
ونبتسم لمن أعطونا دروسا في الحياة بالحب - وهم قليل - أو بالقسوة - وهم كثر - ،
ثم ينفد الضحك والابتسام سريعا لنبكي بحرقة وشوق وحنين ،
ندما على ما فاتنا فيها من لحظات كنا نستطيع أن نجعلها أجمل ،
وأوقات لم نقضها في طاعة الخالق ،
ونندم على أهداف كنا نستطيع تحقيقها ولم نصل إليها ،
ونندم على طفولة أهدرت دون أن يترك لنا وطننا الغالي فرصة لنشعر بها مثلما يشعر بها الأخرون ،
ونـَحِـنُّ إلى أيام الصفاء والنقاء والحب والأخوة والصداقة التي حولت بعض لحظاتنا إلى جنة ،
وكيف مرت سريعا ولم يتوقف الزمن عندها .

الآن وما دمت في لحظة فضفضة خالصة بعيدا عن قواعد الكتابة ،
أحب أن أرسل رسائل سريعة إلى أشخاص وأماكن ولحظات فريدة

أبدأ بأبي رحمه الله :

أبي
طفلك الصغير الذي تركته ولم يكمل الثانية عشرة من عمره تجاوز العشرين الآن
وأصبح رجلا في عرف الناس
رغم أنه لا يزال يفتقد الكثير من أحضان الأبوة الحانية
ربما لم يعرف قيمتك إلا الآن حينما تبدأ الحياة في الكشف عن أنيابها اللامعة
طلب بسيط ولعله فريد من نوعه
أطلب منك الدعاء لنا يا أبي
وقد يطلب الأحياء من الأموات الدعاء لهم حينما يتغير مفهوم الحياة والموت
ونعرف أنكم أنتم الأحياء ونحن الأموات

أمي :

أوشكت المسافة على الانقضاء أيتها الطيبة
ولعل الأيام المقبلة فيها صدق النبوءة وتحقيق الحلم والجلوس للراحة والهدوء
ثقي في رحمة الله دائما وحبه لنا نحن الفقراء إليه
وثقي أن كل التضحيات التي كانت والتي ستكون محفوظة عند الله الذي لا تضيع ودائعه



إخوتي ، عمرو والسيد وخالد :



اكبروا معي أيها الصغار الكبار
بكل بطء أو سرعة
فنحن على موعد مع قدر الله الذي لم يخذلنا ولن يخذلنا
ولنكن قرة عين لأعظم أم وأب في الدنيا
مالك :

كل يوم يمر علينا يا حبيب يوثق صلتنا
لعلنا نتذكر هذه اللحظات حين نجلس معا في الجنة
وفي القلب لك ما تعجز الكلمات عن وصفه

أحمد حراز وأحمد الزيات :
وأقف عندكما لأبكي كثييييييييييييييرا
يا أجمل أصدقاء لأجمل سنوات
لقد مرت فعلا سنوات الكلية
ولكن لا تزال محفورة على جدران القلب والذاكرة
ولا بد أن تعاهداني على ألا تنقطع صِلاتنا في المستقبل
بحق من جمعنا على غير أرحام بيننا
وبحق هذا الصفاء وهذه الطفولة التي أحببناها وعشناها معا
وبحق كل جميل أضحكنا والآن نبكي عليه
وبحق كل حزن أبكانا والآن نضحك عليه
وبحق الأماكن التي أحبتنا بصدق لأننا أحببناها بصدق
بحق مباني كليتنا التي أوشكت على أن تنهدم
لكنها بنت بداخلنا قصورا وممالك
لكما في القلب ما تعرفان يا حبيبين
وأعرف ما لي عندكما
لا ضيعه الله أبدا

أحمد داوود :
شكرا لك يا صديق على قلبك الصافي الجميل
وعلى العقلية التي أحببت أن أجد مثلها فتعبت
شكرا على صداقتك التي أحببت نفسي لأجلها
والتي أبت أن تنقطع رغم تخرجك قبلي
فأنت أكبر سنا ومقاما
رجب ، سليمان ، المرحومي ، محمد فرج ، ختعم ، ........ والبقية تعرف نفسها :

" لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم "

دكتور ثروت :
ما أجملك أيها الأستاذ والأخ والصديق
وأنت تضرب أروع النماذج للأستاذ الجامعي المخلص بشهادة الجميع
رغم أنك لم تزل مدرسا مساعدا
وتضرب أروع النماذج للتواضع والجدعنة والإخلاص والود
بالفعل
أنت من أجمل الإضافات إلى حياتي
ومن أجلك ومن أجل آخرين سأغفر لكلية التربية إساءتها
ولعل أحمد داوود الذي تعرض لنفس ما تعرضت له من ضياع فرصة التعيين كمعيد
رغم أحقيتنا بها بشهادة الأساتذة والطلاب
هو الآخر يغفر للكلية إساءتها من أجلك
الدكتور ثروت بين أحمد حراز وأحمد الزيات


زملاء دفعتي الرائعين :
أشكركم على أيامكم الجميلة
وأحمل محبتم في قلبي

الدكتور ... والدكتور ... أساتذة قسم اللغة العربية :




من أكبر الإساءات التي تعرضت لها في حياتي ما كان على يديكما
لعلكما لم تدركا أن الإهمال في تصحيح الأوراق قد يدمر مستقبل إنسان
لكن كيف غاب عنكما أنكما ومعكما الكثيرين
تدمرون مستقبل أجيااااااااال كثيرة
بداية من أسلوب التعليم الفاشل
مرورا بعدم تصحيح الأوراق
والتعامل مع الطلاب بمنطق التجار الذي يرفضه الشرع واحترام الذات
إلخ
أتساءل فقط
لماذا نريد أن نثبت أن المسئول الأول عن ما نحن فيه من فساد
هم ولاد الكلب الذين يحكمون البلد
وبأيديكم أرواح آلاف الطلاب سنويا
ورغم ذلك لا تؤدون حق الله فيها
ولا تريحون ضمائركم وإن كنتم تريحون جيوبكم
تساؤل أخير لكما :
ما المطلوب من طالب شهد له كل من تعامل معه من أساتذة
وشهد له زملاؤه من الطلاب
بأنه يستحق أن يكون معيدا بجداره
لكن الأوراق لم تشهد له
ليس لقصور في كتابته
وإنما لقصور في وقت أساتذته
الذين لا يجدون الفرصة لتصحيح الأوراق بضمير وبهدوء
؟؟؟؟؟؟؟؟
حبيبي محمود أبو طبيخ :
ألف مبروك الزواج يا جميل يوم 3/7 القادم إن شاء الله
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
أنتم السابقون ونحن اللاحقون
نسأل الله لنا ولكم كل خير

صديقي وأخي طيب القلب جميل الوجه
د. أحمد ماضي :
لا تبتئس
فقد يستطيع إنسان وديع .. شديد الرقة والبساطة مثلك
أن يواجه الدنيا بكل شجاعة
فتنحني له بكل إذعان
وما زالت الدنيا بخير ما دام فيها من هم في مثل إنسانيتك



أصدقائي بكلية طب طنطا :
أحبكم
وأسعد بقربكم
وأحمل لكم أضعاف ما تحملون لي
ويشهد الله وحده على ذلك


أصدقائي من الشعراء بالجامعات المصرية :
د.بلبولة ، شريف أمين ، زكريا ، سباق ، مقلد ، هشام زغلول ، ملوك ، فكري ، عمرو حسن ، حشيش ، أيمن جاهين ،........ إلخ ، والشاعرات دون تسمية :)
:

أنتم عدتي التي خرجت بها من هذه السنوات الرائعة
لا أسكت الله لكم شعرا
ولا جفف لكم نبعا


كلية التربية :
على موعد دائم أيتها الحبيبة
........ :
لكِ كل الأيام القادمة أيتها الحبيبة
أدعو الله أن يجمعنا قريبا على طاعته


لدي الكثييييييييييييييييير من الرسائل والبرقيات التي أريد إرسالها


لكنها تضيع مني الآن
لا أقول وداعا
ولكن إلى اللقاء




إلى اللقاء
************
تم تحديث بسيط الساعة الواحدة والنصف صباحا 27 يونيو

الخميس، 12 يونيو 2008

كذبة بيضاء

الأصدقاء الأحباء ، زوار مدونتي
سعدت بتفاعلكم الرائع مع البوست السابق
ووجدته إكراما أكبر من قدري
لكنه يناسب قدركم
أسعد بكتابة بوست جديد بقصيدة انتهيت منها للتو
وأنتظركم جميعا
......................
.....
.

كذبة بيضاء


******


مراوغة ُ البابِ لي


- في غيابـِكِ -


ليستْ مفاجأةً


كي أثورَ على البابِ



فهو يمورُ ليؤنسَنِي


كلَّ فزعةِ قـُبَّرةٍ في ضميريَ



وهو يعلمُني أن أحبَّكِ


دون انتظاري مليكـًا


على جنتي


وهو يكذبُ حتى يواسيَنِي


فابتعادُكِ .. صدقٌ


وشوكُ الطريق ِ لعينيكِ ..


صدقٌ

وصدقٌ تـَفـَتـُّحُنـَا
قبلَ أن تتفتحَ ريحانةُ الوقتِ


كيف سأغضبُ ؟!!
والبابُ أطيبُ
مِمَّنْ يمرونَ دونَ سلام ٍ


ولا يمنحونَ الحقيقة َ


إلا تـَخَوُّفَهُمْ من غدٍ


ستجيءُ الأماني على راحتيهِ


وقد لا يجيءُ

وأطيبُ من دمعَتـَيْنـَا


إذا جرحَتنا يدٌ


- خطأ ً-


في منام ٍ سريع ٍ


وأطيبُ من جـِلستي مُجبرًا


من حنيني إليكِ


.


أحاولُ أن أرزُقَ البابَ


حِصَّتـَهُ من حناني


ومن كلِّ ما تـَرَكـَتـْهُ المساءاتُ مِنـِّي


لديكِ

إذَنْ لا تعودي لأجلي ؛


وعودي إلى البابِ ؛


حتى تكافأهُ


دقة ٌ من يديكِ


....



الأربعاء 12/6/2008

الرابعة إلا الثلث صباحا

الأخبار